Vatican Media

نيقية ولبنان: الرّحلة الدوليّة الأولى للاون الرّابع عشر

مِن 27 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأوّل

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

يوم الثلاثاء 7 تشرين الأوّل، صدر عن مكتب دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بيان أكّد على زيارة البابا إلى إزنيق (تركيا) بين 27 و30 تشرين الثاني، ثمّ إلى لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأوّل، “تلبية لدعوة رئيس الجمهوريّة والسلطات الكنسيّة”. أمّا تفاصيل الرحلة إلى لبنان، فسيُعلَن عنها في الوقت المناسب.

نيقية، رمز الإيمان

التحضيرات جارية لأجل الزيارة إلى تركيا، في ما سيُعرَف بالرّحلة الرّسوليّة الدّوليّة الأولى للبابا لاون الرّابع عشر، بينما الوُجهة تحمل أهمّية تاريخيّة كما طارئة لعصرنا: مدينة نيقية سابقاً، أو إزنيق اليوم في تركيا، حيث اجتمعت المسيحيّة لأوّل مرّة لإعلان إيمان مُشتَرَك منذ 1700 عام، مع التذكير بأنّ البابا كان قد عبّر عن رغبته في التواجد في نيقية للاحتفال بهذه الذكرى.

لقاء مسكونيّ وحوار بين الأديان

في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من زينيت، مع أنّ هذا اللقاء يُعتَبَر أساساً لقاءً ثُنائيّاً بن البابا والبطريرك، أصرّ لاون الرّابع عشر على توسيع الدائرة، ودعا قادة العديد من الطوائف المسيحيّة وممثّلين عن ديانات أخرى للانضمام إلى ما يراه كلحظةِ شهادة مشترَكة، بدلاً من كونها قمّة مُغلَقة، قائلاً: “يجب أن يكون البحث عن الوحدة المسيحيّة مهمّة أساسيّة في كنيسة اليوم”. أمّا التاريخ فيتماشى مع الروزنامة الأرثوذكسيّة: كان بطريرك القسطنطينيّة برتلماوس قد اقترح يوم 29 تشرين الثاني لأجل اجتماع في إسطنبول، يليه احتفال مشتَرَك في إزنيق في اليوم التالي.

التحديات ووجهات النّظر

هذا البحث عن الوحدة ليس تحدّياً بسيطاً. فالعلاقات مع الكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة تبقى متوتّرة، خاصّة منذ الحرب بين أوكرانيا وروسيا. إلّا أنّ لاون الرّابع عشر لم يتخلَّ عن جهوده: “لقد التقيتُ العديد من البطاركة، بمن فيهم ممثّلين عن البطريرك كيريل. إنّ بناء الجسور في هذا الإطار يدخل ضمن نطاق خدمتي”.

نُشير هنا إلى أنّ الحجّ إلى نيقية ليس الرّحلة الوحيدة في الأفق، إذ إنّ البابا يُحضّر لرحلته الأولى إلى أميركا الجنوبيّة في بداية 2026، مع العِلم أنّ هذه الجولة يجب أن تتضمّن البيرو، الأرجنتين والأوروغواي… وإن تمّت الرّحلتان إلى الشّرق الأوسط وأميركا الجنوبيّة كما هو متوقّع، فسيكون لاون الرّابع عشر يُؤسّس لنموذجٍ مُخلص للطريق الذي رسمه سَلَفه فرنسيس، مع كونه طريقه الخاصّ في الوقت نفسه: حبريّة يُحدّدها الحوار والذكرى والمصالحة. بهذا، تُصبح الطريق نحو نيقية طريقاً نحو المستقبل، ونموذجاً لِما يأمل لاون الرّابع عشر أن تكون حبريّته عليه: لقاء، جسر وإعلان إيمان متجدّد في عالم مسيحيّ مقسوم.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير