ترجمة ندى بطرس
يوم الجمعة 10 تشرين الأوّل، التقى البابا لاون الرّابع عشر في قاعة الباباوات بعثة من “عون الكنيسة المتألّمة”، اجتمع أعضاؤها في روما لأجل حجّ يوبيليّ. وقد تلا البابا على مسامعهم كلمة نشر نصّها الكامل موقع Vatican.va الإلكتروني، قال فيها إنّ زيارتهم أتت في الوقت المناسب، فيما يشهد عالمنا عدائيّة وعنفاً ضدّ من لديهم قناعات مختلفة، بمَن فيهم المسيحيّين.
وأضاف: “إنّ رسالتكم تقضي بعدم التخلّي عن الإخوة والأخوات، بما أنّنا عائلة واحدة في المسيح، بل يجب أن نتذكّر الجميع ونقف إلى جانبهم، ونعمل للحرص على حريّاتهم… كلّنا جسد المسيح”.
وأضاف قائلاً: “كلّ إنسان يحمل في داخله تَوقاً للحقيقة وللمعنى وللشراكة مع الآخرين ومع الله. هذا التَّوق ينشأ من أعماق وجودنا. لذا، فإنّ الحقّ بالحرية الدينيّة ليس اختياريّاً بل هو ضروريّ، خاصّة إن كان متجذّراً في كرامة الإنسان المخلوق على صورة الله… إنّها حريّة دينيّة تسمح للأفراد والجماعات بالبحث عن الحقيقة وعَيشها بحرية والشهادة لها علناً… إنّ الحرية الدينيّة ليست حقّاً شرعيّاً أو امتيازاً فحسب، بل هي شرط يجعل المصالحة الأصيلة ممكنة. ولدى نكران هذه الحرية، يتجرّد الإنسان مِن القدرة على الاستجابة لنداء الحقيقة، فتتراجع الصِلات الأخلاقيّة والروحيّة التي تجعل الجماعات متماسِكة، ليحلّ الخوف محلّ الثقة، والشكّ محلّ الحوار، ويولّد القمع العنف”.
وتابع الأب الأقدس كلمته قائلاً: “لطالما دافعت الكنيسة عن الحرية الدينيّة لجميع الشعوب. يجب عَيش الحرية الدينيّة وحمايتها وتعزيزها في الحياة اليوميّة للأفراد والجماعات”.
ثمّ تكلّم الحبر الأعظم عن نشاط “عون الكنيسة المتألّمة” وعن إنجازاتها والتقارير الصادرة عنها، مُشيراً إلى أنّ التقرير الأخير كان أداة قويّة للفت الانتباه وللشهادة ولإعطاء صوت لِمَن لا صوت لهم. “أنتم تُضفون قوّة على حياة الكنيسة وعلى النسيج الروحانيّ والأخلاقيّ للمجتمع. إنّ مساعدتكم ترفع الأقليّات في بلدان عديدة، فتُظهر شعوبها أنّ عالماً مختلفاً ممكن الوجود”.
في الختام، شكر البابا زوّاره على تضامنهم مُشجِّعاً إيّاهم على عدم الملل من فعل الخير، “لأنّ الخدمة تحمل ثماراً في العديد من الحيوات وتمجّد أبانا في السماوات”.
