Rosary in car - Pixabay - CC0 PD

لماذا خصّصت الكنيسة شهر تشرين الأوّل للورديّة؟

“أنا سيّدة الوردية أتيتُ لأطلب منكُم تلاوة المسبحة كل يوم، وتغيير سِيرة حياتكم”

Share this Entry
احتفلت الكنيسة الكاثوليكية الجامعة  في السابع من أكتوبر / تشرين الأول بعيد الوردية المقدسة
وقد خصصت الكنيسة  شهر أكتوبر / تشرين الأوّل شهر الورديّة كما ذكرت في تأملي يوم الأحد الماضي .
لماذا تكريس شهر أكتوبر / تشرين الاول  للوردية ؟
هذا هو الحدث الذي أوحى إلى الباباوات الأحبار الأعظمين، ان يكرّموا الوردية، ويخصّصوا لها عيداً كبيراً، ثم شهراً بكامله:
ففي سنة ١٥٧١، كان الأسطول التركي يزحف على إيطاليا، عبر البحر المتوسط ليحتلّ أوروبا. فاستنجد البابا بيوس الخامس بالدول الأوروبية. واتته النجدة من دول إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا… وانطلق الأسطول المسيحي لمجابهة الأسطول التركي، فالتقى الجيشان قرب جزيرة «ليبانتيا» (من جزر اليونان). *وفي ٧ تشرين الأول سنة ١٥٧١،* وصل الخبر إلى «الڤاتيكان»، بأن المراكب المسيحية تتراجع وتتشتّت، لأن الريح تعاكسها، وأن المراكب التركية تتقدّم بانتصار. فدبّ الرعب في قلوب الناس، ولجأووا إلى ساحة «الڤاتيكان» يبكون وينوحون، أمّا البابا القدّيس، فأطلّ عليهم من شرفته وقال لهم: *«لا تخافوا، قوّوا ايمانكم وليأخذ كل واحد مسبحته وصلّوا الوردية…»*. ثم دخل إلى غرفته، فركع أمام المصلوب وصلّى المسبحة الوردية وطلبة العذراء، ثم خرج من جديد وهتف بالجماهير: «أبشرّكم بانتهاء الحرب وانتصار المسيحية».
وبعد بضعة أيام، وصلت إلى «الڤاتيكان» الاخبار بالتفصيل: ففي تلك الساعة بينما كان قداسته مع الشعب راكعين يصلّون المسبحة، والمسيحيون في طريق الإنكسار، إذا بالريح تنقلب مع مراكب المسيحيين، منعكسة على الأعداء الذين أخذوا بالتراجع والإنهزام. فانتهت الحرب بانتصار المسيحيين في ساعة غير منتظرة.
” يا معونة النصارى “
وعلى أثر هذه الأعجوبة التاريخية، أضاف البابا بيوس الخامس إلى طلبة العذراء «يا معونة النصارى». بعد سنتين تقريباً، توفي وخلفه البابا غريغوريوس الثالث عشر فأضاف بدوره إلى الطلبة «يا سلطانة الوردية المقدسة». *وعيّن السابع من أكتوبر / تشرين الأوّل عيد الورديّة.*
توبة وندامة  ، اعتراف وصلاة :
 ومرّ على هذه الحرب مئة سنة، فأعاد الأتراك الكرّة بغزو أوروبا الوسطى في البرّ، وحاصروا مدينة «ڤيينا» مدة عشر سنوات. وكان «جان سوبيسكي» ملك بولونيا، يقود الجيوش الأوروبية المسيحية، فلما رأى الانتصار مستعصيًا، والسلاح لا يفيد شيئاً، طلب من الشعب التوبة والاعتراف والصلاة.. وصعد على تلّة وصرخ إلى العذراء صراخ النجدة، وهو يلوّح لها بمسبحته.
وطاف المسيحيون المحاصَرون بالمدينة، تائبين يصلوّن المسبحة، الوردية… فإذا بالذخيرة أخيراً، تتفجر وتنفذ مع الأتراك فيفكوّن الحصار عن المدينة ويتراجعون هاربين… وتنتهي الحرب.
 وكان ذلك في ١٣ سبتمبر / أيلول ١٦٨٣.
وقبل ذلك التاريخ بقليل، كان البابا «اينوشنسيوس» الحادي عشر، قد عمّم على العالم أجمع تخصيص شهر أيار لتكريم العذراء مريم.
فطلب منه الملك «جان سوبيسكي»، *تخصيص شهر تشرين الأول بكامله للوردية المقدسة، واستجاب البابا الطلب.*
وعود العذراء الأربعة عشر للقديس آلان دولاروش للمُداوِمين على صلاة الورديّة المقدسة :
١ – كل من يتلو الـمسبحة الورديـة بتقوى، ويداوم على تلاوتهـا تُستجاب صلواتـه.
٢ – انـي أعـده بحمايتـي الخاصـة، وبإعطائـه أجمل النِعم.
٣ – ان صلاة الورديـة هى بمثابة ترس منيع يدمّر البِدع ويحرر النفوس من نير الخطيئة ومن الغرائـز الشريرة.
٤ – ان تلاوة الورديـة تنّمي الفضائل وتجلب الـمراحم السماويـة، وتبدّل فى القلوب العواطف الفانيـة، بالحب الإلهـي الـمقدس، وتقدّس أنفس لا تحصـى.
٥ –  النفس التى تكّن لـي كل ثقـة بتلاوة الورديـة لا تهلك أبداً.
٦ –  لن تكون هناك نهايـة تعيسة لكل من يداوم على تلاوة ورديتـي، لأنـه إذا كان خاطئـاً سيرتد إلـى الإيـمان الحقيقي، وإذا كان صالحاً سيستمـر في حالـة النعـمة حتى النهايـة.
٧ –  أود من جميع الذين يداومون على صلاة الورديـة أن يجدوا فى حياتهم مؤاساة لأحزانهم، ونوراً لهدايتهم، وأن يشتركوا بعد مماتهم في حياة الطوباوييـن.
٨ –  ان الـمداوميـن الحقيقيين لصلاة الورديـة لن يموتوا دون أن يتزودّوا بأسرار الكنيسة الـمقدسة.
٩ –  سأخلّص من الـمطهـر كل الذين يصلّون ورديتـي.
١٠ – جميع الذين يداومون على صلاة الورديـة سيستمتعون بمجدٍ خاص في السماء.
١١ – كل ما تطلبونـه عند تلاوة الورديـة ستنالونـه إذا كان موافقـاً لخلاصكم.
١٢ –  لقد حصلت من إبنـي الإلهـي على أن الطوباوييـن فى السماء سيصبحون فى هذه الحياة وفى الآخرة بمثابـة إخوة للذين يصلّون المسبحة الورديـة.
١٣ –  أساعد كل الذين ينشرون ورديّتـي في جميع إحتياجاتهم.
١٤ – سيكونون أبنائـي الأعزاء، وإخوةً ليسوع الـمسيح كل الذين يداومون على صلاة الورديـة.
يا سيدة الوردية المقدسة صلي لاجلنا .
يا سيدة الوردية المقدسة ، أطلبي من يسوع إبنك ، ملك السلام ، أن ينشر سلامه علينا ، وعلى بلادنا الشرق اوسطية ، وعلى العالم أجمع .
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير