ترجمة ندى بطرس
لقيَت صرخة فرانشيسكو، والد دومينيكو ماريا الذي توفّي عن 13 عاماً جرّاء مرض فُجائيّ، والذي يبحث عن عزاء في الكنيسة، جواباً في كلمات البابا لاون الرّابع عشر: “إنّ حياتك المتّحدة بحياة دومينيكو ماريا، مثال لكلّ الآباء والأمّهات الذين يعجزون عن النهوض من الألم الكبير الذي يشعرون به جرّاء فقدان أحد أولادهم”.
في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من زينيت، يجيب البابا قرّاء مجلّة Piazza San Pietro التي تنشرها البازيليك الفاتيكانيّة ويُديرها الأب إنزو فورتوناتو، ضمن فقرة “حوار مع القرّاء”.
وهذا الشهر، أجاب الأب الأقدس فرانشيسكو، وهو أب لأربعة أطفال، توفّي أحدهم عن عمر 13 عاماً. الرّجل لا يطلب معجزة، بل صلاة: رسالته توسّل رصين وكريم مُفعم بالإيمان وبالذكريات حيال الابن “الذي رحل منذ 18 سنة بسبب مرض فجائيّ وصاعق” إلّا أنّه يبقى موجوداً في كلّ القلوب: قلوب زملائه في فريق كرة القدم وأصدقائه وعائلته.

وقد كتب الوالد: “قداستكم، ابننا دومينيكو ماريا كان صبيّاً مليئاً بالوعود… وقد انتُخب كابتن الفريق. هذه الرّسالة مجرّد فكرة وذكرى… كي يستقبله الله في طيبته ورحمته اللامتناهية في ملكوت السماوات”.
إنّها صرخة صامتة تبحث عن العزاء في الكنيسة وفي الصلاة، ممّا حمل البابا على الردّ شخصيّاً بكلمات تتخطّى الرعويّة بل تعكس الإنجيل: “رجاؤنا أن يكون دومينيكو ماريا في السماء مع يسوع والعذراء مريم، وأن يكون يتشفّع لعائلته. صلّوا لأجله. صلّوا معه”.
ثمّ أعاد الحبر الأعظم التأكيد على نقطة أساسيّة في الإيمان المسيحي: الشراكة التي لا تنكسر، حتّى مع الموت، مع البقاء في اتّحاد مع الربّ. “إنّ الصلاة – كما الرياضة التي أحبّها دومينيكو – تخلق الصِّلات وتوحّد للأبد… بهذا، تصبح رياضة الكابتن الصغير رمزاً لفريق أكبر: فريق الأبديّة”.
في صميم ردّ الأب الأقدس، ثمة تشجيع عميق موجّه إلى فرانشيسكو وعائلته، وبشكل غير مباشر إلى جميع الآباء والأمّهات الذين يمرّون بنفس المحنة: “حياتكم المتّحدة بحياة دومينيكو ماريا، مثالٌ عظيم لجميع الآباء والأمّهات الذين لا يستطيعون النهوض من ألم فقدان طفل”.
وأخيراً، هناك رؤية لاهوتيّة واضحة وملموسة: بالمعموديّة تبدأ حياة لا تنتهي، “لأنّ الكلمة الأخيرة ليست أبداً للموت”.
في الختام، ومع منحه بركته، أكّد البابا للعائلة على صلواته من أجل دومينيكو ماريا وجميع الشباب الذين رحلوا عنّا باكراً، “كي لا يبقوا في صمت، بل في النور”.
“النور الذي يغلب ليل الألم” هو العنوان الذي اختاره الأب فورتوناتو لافتتاحيّته، والتي يحثّنا فيها على الإيمان بأنّه “حيثما نشعر بالفراغ المُفجع، هناك ثقة لا تتزعزع: اليقين بأنّ هذا الطفل يعيش في الله”.
