ترجمة ندى بطرس
يوم السبت 18 تشرين الأوّل، استقبل البابا لاون الرّابع عشر 130 عضواً من المجلس الوطني لمكافة الرُبا في قاعة كليمانتين في القصر الرّسولي، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني.
من أبرز ما قاله البابا في كلمته التي تلاها على مسامع زوّاره أنّ “ظاهرة الربا تُعيدنا إلى مسألة فساد القلب البشريّ”، مُذكّراً أنّ الأنبياء شجبوا الرُبا والاستغلال وكلّ نوع من أنواع الظُلم حيال الفقراء. “كم هو بعيد عن الله سحق الأشخاص حتّى العبوديّة… إنّها خطيئة كبيرة لأنّها ليست مسألة حسابات. قد يتسبّب الربا في أزمات في العائلات، إذ قد يستغلّ الروح والقلب إلى درجة تحمل الشخص المعنيّ على الانتحار كحلٍّ وحيد”.
تابع أسقف روما شرحه مُشيراً إلى أنّ “الربا قد يبدو ظاهريّاً مساعدة مادّية لِمَن يجدون أنفسهم في صعوبات، إلّا أنّه في الواقع عبء خانِق يدفع ثمنه الضعفاء والضحايا”. وهنا تطرّق البابا إلى الإرشاد الرسولي “لقد أحببتُكَ” الذي ورد فيه: “أليسَ المُعوزون بشراً؟ ألا يتمتّع الضعفاء بكرامتنا نفسها؟ هل مَن وُلدوا بإمكانيّات أقلّ، قيمتهم أقلّ كبشر؟”
في نهاية كلمته، دعا الحبر الأعظم مَن يناضلون ضدّ هذه الممارسات إلى التأمّل في تصرّف المسيح حيال زكّا الذي اعتاد القمع: “إنّ مجّانية يسوع أربكت ذاك الرّجل ففهم أنّه ارتكب أخطاء وقرّر إعادة المال مع فوائد… اللقاء مع المسيح غيّر قلبه. وحدها المجّانيّة فعّالة لتُظهر لنا معنى الإنسانيّة… عندما يسود السّعي وراء الرّبح، لا يعود الآخرون أشخاصاً، بل أشياء لاستغلالها، فينتهي بنا الأمر بفقدان ذاتنا ونفسنا”.
ولم ينسَ البابا المطالبة مَن يشعرون بذنب الربا أن يرتدّوا، كما ونادى بالقُرب مِمَّن يُعانون من الربا.
