Abouna Yaacoub

تكريس وقتٍ للتّأمّل

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Share this Entry

كما أنّه يوجد وقت للنّوم، ووقت لتناولِ الطّعام، ووقت للشّغل، ووقت للرّاحة ، كذلك لا بدَّ من تكريس وقتٍ للتّأمّل.”

                                                 أبونا يعقوب الكبّوشيّ

      إنّها حاجتنا الماسّة…

إنّها ضرورةٌ لا بُدَّ منها… أن نتأمّل جمالَ إلهِنا، أمرٌ يجعلنا نكتشف مدى حبّه، وأهميّة قيمتنا…

نِعَم الرّبّ كثيرة فينا، وعطاياه لا متناهية…

إن أرَدْنا معرفة كلمة الرّبّ، وتذوّق حلاوتها بإمعان، علينا الولوج إلى أعماقنا، حيث سكينة الرّبّ تسود… حيث نستطيع الدّخول في جماليّة التأمّل بفرح كلمته، والإصغاء إلى سخاء إرادته في حياتنا… لا بدَّ من معرفة إدارة الوقت في برنامجنا اليوميّ… لا بدَّ من حيّزٍ زمانيّ خاصّ نعمل على تأمينه، لنجلس في أثنائه برفقة الرّبّ، نلتقي به بعيدًا عن هرولة يوميّاتنا…

يعتبر أبونا يعقوب أنّ التّأمّل ضروريّ للقداسة، ولحياة الرّوح. فمن يحبّ الله عليه أن يتأمّل. ومن يعرف أن يستعملَ وقته، نجحَ في كلّ شيء. فتضييعُ الوقتِ خسارةٌ كبرى لا تُعوّض، لذلك يجب تنظيمه، واستعماله في ما يخدم خلاصنا، وفي ما يجعلنا نبلغ قداستنا.

لذلك يدعو إلى التّأمّل الصّباحيّ، حيث ننطلق في مسارِ أعمالنا تحت رعاية الرّبّ، ففي قلبه الطّاهر نترك مَهمّاتِ نهارنا منذ بدئه.

 كما يحثّنا الطّوباويّ على عدم التّأجيل، فينزلق التأمّل بين أزقّة يوميّاتنا، وتعرّجاتها، ونفقد الطّريق المؤدّي إلى ذاك اللّقاء…

” التّأمّل سعي إلى الحياة الرّوحيّة من خلال الإنصات إلى الرّوح القدس، وليس مجرّد فراغ ذهنيّ… التّأمّل يدفع المؤمن إلى مشاركة إيمانِه مع الآخرين، وإخبارهم عن آيات اللّه، بدلًا من الاكتفاء بالصّمت.” (البابا بنيدكتوس السّادس عشر)

إنّه ذاك اللّقاء الحميم الّذي يُضيء فرحًا، ويُعلنُ استسلامًا، وثقةً كاملة بالله، ورغبة في تحقيق مشيئته…

          من يتأمّل في كلمةِ الله، يتكلّم لغةَ الكلمة الحبّ، والنّور، والحياة….

Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير