ترجمة ندى بطرس
صباح الخميس 23 تشرين الأوّل، استقبل البابا لاون الرّابع عشر في القصر الرسولي في الفاتيكان جلالة الملك تشارلز الثالث، برفقة زوجته الملكة كاميلا، كما أورد الخبر موقع زينيت بقسمَيه الفرنسي والإنكليزي.
بعد الزيارة، التقى الملك لكاردينال بييترو بارولين (أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان) برفقة المونسنيور بول ريتشارد غالاغير (أمين سرّ العلاقات مع الدّول والمنظّمات الدوليّة).

Le pape Léon XIV et le roi Charles III au Vatican, le jeudi 23 octobre 2025 © Vatican Media
خلال اللقاءات الودّية في أمانة سرّ الدولة، عبّر الطرفان عن تقديرهما للعلاقات الثنائيّة الموجودة، وتبادلا وجهات النّظر حيال مواضيع ذات اهتمامات مشترَكة كحماية البيئة ومواجهة الفقر والالتزام المشتَرَك لصالح تعزيز السلام والأمن بوجه التحديات العالميّة.
وفي النهاية، مع التطرّق إلى تاريخ الكنيسة والمملكة المتّحدة، تأمّل الجميع في ضرورة متابعة تعزيز الحوار المسكوني.

Vatican Media
إلّا أنّ الدبلوماسيّة ليست هي التي حدّدت مسار هذا اليوم بل العبادة. فقَلبُ هذه الزيارة الملكيّة كان صلاة مسكونيّة في كنيسة السيستين التي شهدت على نقاط تحوّل لا تُحصى ولا تُعدّ في تاريخ الكنيسة، ضمن لحظات غنيّة بالرمزيّة.
في التفاصيل، وبعد اللقاءات الدبلوماسيّة التي ذكرناها، جاء دور الصلاة المسكونيّة التي تمّت تلاوتها باللاتينيّة والإنكليزيّة، في مبادرة أخوّة جمعت كنيسة روما وكنيسة إنكلترا منذ الإصلاح، بحضور العديد من رجال الدين من الطّرفَين، ومشاركة كَورس الأولاد من قصر ساينت جايمس، كَورس كنيسة ساينت جورج في ويندسور وكَورس السيستين.

لاحقاً، في قاعة ريجيا، شارك البابا والملك في لقاء حول المحافظة على البيئة ترأّسته الأخت أليساندرا سميريلي، حيث تبادلا “سحلبيّة” (أو زهرة الأوركيد) التي ترمز إلى الإيمان الثابت والمتأقلِم.

أمّا في المساء، فقد عَبَر الثنائي الملكيّ المدينة نحو بازيليك القدّيس بولس خارج الأسوار، والتي لطالما كانت متّصلة بالملكيّة البريطانيّة عبر قرون من الصلاة. هناك، مُنِح الملك تشارلز الثالث لقب “الأخ الملكيّ” بموافقة البابا لاون الرّابع عشر، فيما ترأس الاحتفال الكاردينال جايمس مايكل هارفي والأب دوناتو أولياري، مع تضمّن الليتورجيا جملة “ليكونوا واحداً”.
وحده التاريخ سيقرّر إن إن كان هذا اليوم سيطبع نقطة تحوّل في العلاقات المسكونيّة، أو أنّه مجرّد محطّة مُنيرة في هذا الطّريق. إلّا أنّه لا يمكن أن ننكر أنّ شيئاً جديداً تجذّر تحت الساموات التي رسمها مايكل أنجلو: سحلبيّة إيمان هشّة، عُهِد بها إلى العرش وإلى المذبح.
