ترجمة ندى بطرس
بين 7 و8 تشرين الثاني، انعقد المؤتمر الوطني الإيطالي حول أشكال الإدمان في روما، بتنظيم من قبل مجلس الوزراء. وقد وجّه البابا للمشاركين فيه رسالة فيديو قال فيها، بحسب ما أورد الخبر القسم الفرنسي في زينيت: “في الآونة الأخيرة، أُضيف على الإدمان على المخدّرات والكحول (وهما أكثر أشكال الإدمان انتشاراً) الإدمان على استعمال الإنترنت والكومبيوتر والهواتف الذكيّة، حتّى وإن كان لهذه الاستعمالات منافع. فنتائجها سلبيّة على الصحّة: المقامرة القهريّة، الرّهانات، الإباحيّة والتواجد الدّائم على المنصّات الرقميّة. هكذا، يصبح موضوع الإدمان هَوَساً يؤثّر على السّلوك والحياة اليوميّة. وغالباً ما تكون هذه الظواهر أعراض مشكلة داخليّة أو نفسيّة، وضعفاً في القِيم الاجتماعيّة الإيجابيّة والمرجعيّات، لا سيّما بين المراهقين والشباب. فالمراهقة فترة تجارب وتساؤلات، بحث عن معنى وخيارات للمستقبل. أمّا توسّع سوق المخدّرات واستهلاكها والسّعي وراء الربح السهل من خلال المقامرة والإدمان على الإنترنت فيكشف أنّنا نعيش في عالم خالٍ من الرّجاء، يفتقر إلى القِيم الإنسانيّة والروحيّة الراسخة. وهكذا، ينتهي الأمر بالعديد من الشباب إلى الاعتقاد بأنّ جميع السلوكيّات متساوية، فيصبحون عاجزين عن التمييز بين الصواب والخطأ، ويفتقرون إلى الإحساس بالحدود الأخلاقيّة”.
وهنا، أشار الأب الأقدس إلى وجوب تشجيع جهود الأهل والمُعلّمين الذين ينقلون للشباب القِيم الرّوحيّة والأخلاقيّة ليصبحوا مسؤولين، إذ إنّهم “بحاجة إلى أن ينمّوا ضمائرهم ويطوّروا حياتهم الداخليّة مع إنشاء علاقات إيجابيّة فيما بينهم وبناء حوار بنّاء مع الرّاشدين”، مُشيراً إلى مَيل الشباب حاليّاً إلى الانطواء.
وتابع الحبر الأعظم رسالته لافتاً إلى وجوب الالتزام أكثر في الوقاية وتعزيز تقدير الشباب لذواتهم بوجه عدم الاستقرار العاطفيّ الذي تغذّيه الضغوطات الاجتماعيّة أو حتّى فترة المراهقة بحدّ ذاتها، مشيراً إلى أنّ سبيل الوقاية هو العمل والثقافة والرياضة والحياة السّليمة مع البُعد الروحيّ للوجود، ومُشجّعاً تعزيز التضامن واللقاءات الأخويّة مع الضعفاء.