ترجمة ألين كنعان إيليّا
“حين تُعاش العدالة برحمة، تتحوّل الجراح إلى نافذة للنعمة”، هذا ما كتبه البابا لاون الرابع عشر يوم الاثنين 17 تشرين الثاني للمشاركين في لقاء من تنظيم اللجنة البابويّة لحماية القاصرين، وحيّى في رسالته “مشاركة خبراتهم في كيفيّة الوقاية من كلّ شكل من أشكال الاستغلال الجنسي وتقييم إجراءات الحماية المعتمَدة بحسب ما ذكر موقع أخبار الفاتيكان.
“تأسيس جماعات تحمي الكرامة”، هذا هو العنوان الذي تمحور حوله لقاء من تنظيم اللجنة البابويّة لحماية القاصرين، ويبقى موضوعًا يوليه البابا أهميّة كبيرة. نقل هذه الرسالة إلى المشاركين في مؤتمرات عديدة وممثّلي مجالس الرهبان والراهبات ومعاهد الحياة المكرّسة والرسولية والتأمليّة المجتمعين في الفاتيكان للتفكير حول هذه المسألة.
احترام كرامة القاصرين والأكثر هشاشة
شدّد الحبر الأعظم، الذي يحرص على “حماية وتعزيز كرامة كلّ شخص، ولاسيما القاصرين والأكثر ضعفاً”، على دعمه لهؤلاء المشاركين في مواصلة تعاونهم مع اللجنة البابوية لحماية القاصرين، التي “تعمل وترافق بتفانٍ مسيرة نضج الكنيسة كلها في ثقافة الحماية”. وكتب البابا: “الكرامة هي عطية من الله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله”، موضحًا أنها “ليست شيئًا يُكتسَب بالاستحقاق أو بالقوة، ولا تعتمد على ما نملكه أو نحققه”. إنّها “عطيّة تسبقنا، تولد من نظرة المحبّة التي ينظر بها الله إلى كلّ واحد منا”.
الحريّة التي لا تهيمن
أشار البابا لاون الرابع عشر إلى أنّه على كلّ وجه بشريّ، وإن كان مثقلاً بالتعب والألم، “تنعكس طيبة الخالق، إنه نور لا يمكن لأي ظلمة أن تطفئه. وبناءً على ذلك، عندما نعتني بحياة القريب، نتعلّم الحريّة الحقيقيّة، تلك التي لا تهيمن بل تخدم، لا تملك بل ترافق”.
الدعوة إلى محبة الآخر باحترام
وجّه خليفة بطرس نداءً إلى محبة الآخرين باحترام. وذكّر بأنّ “من يتبعون الربّ في طريق العفّة والفقر والطاعة يكتشفون أنّ الحبّ الحقيقي يولد من الاعتراف بحدود الذات”، ومن “معرفة أنّ الإنسان محبوب حتى في ضعفه، وهذا بالذات ما يجعله قادرًا على محبة الآخرين باحترام ولطف وقلب حرّ”.
منع كلّ أشكال الإساءة
وفي الختام، شجّع الحبر الأعظم “على مشاركة الخبرات والمسارات التي تساعد في الوقاية من كلّ أشكال الإساءة، مع تقديم تقرير، بصدق وتواضع، عن الإجراءات التي وُضعت”. ثمّ تمنّى مواصلة الالتزام حتى تصبح الجماعات مثالاً للثقة والحوار، حيث يُحترَم كل شخص، ويُصغى إليه، ويُقدَّر”. وختم أسقف روما قائلاً: “حين تُعاش العدالة برحمة، تتحوّل الجراح إلى نافذة للنعمة”.
