ترجمة ألين كنعان إيليّا
قابل البابا لاون الرابع عشر يوم الاثنين 17 تشرين الثاني أعضاء الاتحاد البيبلي الكاثوليكيّ الذي يحتفلون بالذكرى الستّين على تأسيسهم وانطلق من الدستور العقائديّ المجمعي حول الوحي الإلهي “كلمة الله” (Dei Verbum) بحسب ما ذكر موقع أخبار الفاتيكان. شجّع البابا المجتمعين على “تقييم أمانتهم للكنيسة والرسالة الموكَلَة إليهم، من خلال تعزيز الرعوية البيبليّة وتطويرها حتى تصبح كلمة الله حاضرة في الكتاب المقدس وتكون ينبوعًا ديناميكيًا للإلهام في كلّ مجالات الحياة ورسالة الكنيسة في عالم اليوم”.
الإنجيل في الأساس
أوضح البابا أنّ الأمر يتعلّق بإعلان “سرّ خلاص ربّنا يسوع المسيح”. وتابع: “يجب أن تكون رسالتكم ورؤيتكم مستوحاة دائمًا من القناعة بأنّ الكنيسة لا تستمدّ حياتها من ذاتها بل من الإنجيل”. ومن هنا، الإصغاء إلى كلمة الله وإعلانها هما عملان كنسيّان بامتياز: فالعروس تُصغي بمحبة يقظة لصوت العريس”.
ويجب أن تكون هذه الكلمة متاحة لأكبر عدد ممكن من الناس، كما ذكّر الحبر الأعظم، “حتى يتمكّن الجميع من لقاء الإله الذي يتكلّم، ويشاركنا حبّه ويجذبنا نحو الحياة بوفرة”. ولهذا السبب، بحسب البابا، “تبقى ترجمات الكتاب المقدّس ضرورية”، كما شكر التزامهم “بتعزيز التأمّل بالكتاب المقدس وكل مبادرة تشجّع على القراءة المتكررة له”.
بلوغ الفضاء الرقميّ
يوجد تحدٍّ كبير يجب مواجهته لنشر الإنجيل بأفضل طريقة، وهو الوصول إلى “الفضاءات الرقمية الجديدة” الخاصة بالأجيال الحديثة، حيث “تُخنَق كلمة الله بسهولة”، على حدّ تعبير البابا لاون الرابع عشر. ففي هذه الفضاءات الثقافية، “لا يُعرَف الإنجيل أو يُشوَّه من أجل مصالح خاصة”. لذلك تساءل الحبر الأعظم: “كيف يمكننا تسهيل مسيرة هذا اللقاء لأولئك الذين لم يسمعوا كلمة الله من قبل، أو لأولئك الذين لا تتأثّر ثقافاتهم بالإنجيل؟”، داعيًا الاتحاد البيبليّ الكاثوليكي إلى التفكير بجديّة أكبر في هذا المسألة.
وفي الختام، ذكر مهمّة الاتحاد تقتضي بأن تصبح رسالة حيّة وبألاّ تبقى حبرًا مكتوبًا على ورق بل تستقي من روح الله الحيّ الذي يشهد لأولويّة كلمة الله على الأصوات الكثيرة التي تسود عالمنا”.
