ترجمة ندى بطرس
زيارة الأمكنة التي يلجأ إليها الفقراء لتلقّي عناية الكنيسة: هذا ما فعله البابا لاون الرّابع عشر بعد ظهر الجمعة 14 تشرين الثاني، كما ورد في مقال بقلم بينيديتا كابيلي نشره القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني.
في التفاصيل، وبعد افتتاحه السنة الأكاديميّة في جامعة اللاتيران، عاد البابا إلى الفاتيكان ظهر الجمعة، ثمّ توجّه إلى حيّ القدّيس مارتن San Martino والذي أصبح منذ فترة طويلة مُرادفاً للاستقبال والقُرب من الفقراء، حيث نجد الحمّامات للمُشرّدين، صالون الحلاقة وعيادة “أمّ الرّحمة” المتنقّلة، وهذا مشروع أراده البابا فرنسيس الرّاحل لِمَن ليس لديهم أوراق أو مال أو إمكانيّة للاستفادة مِن النّظام الصحّي.
دامت المحطّة الأولى من الزيارة حوالى عشرين دقيقة وقد شملت تدشين المستوصف، فيما رافق الكاردينال كونراد كرايفسكي (وكيل الأعمال البابويّة الخيريّة) وطبيبَين الحبر الأعظم.
من ناحيته، شرح الكاردينال أنّ “الزيارة كانت متكتّمة لأنّ أحداً لم يكن يعلم بوصول البابا. وحدهم الأطبّاء المُناوبون كانوا موجودين… ولم نوقف أو نعترض أيّ عمل”، بما أنّ البابا حيّى الجميع وسأل عن نشاطات المستوصف فقط.
وأضاف كرايفسكي: “صُدِم البابا لمعرفته بوجود أطبّاء نفسانيّين. الفقراء بحاجة أيضاً إلى هذه العناية الصّعبة. إن كسر أحدهم يده، يهرع إلى الطوارىء، لكن عندما يتعلّق الأمر بالنفسيّة، كلّ شيء يصبح صعباً… كما وأنّ الناس يثقون بهؤلاء الأطبّاء. نحن لا نطلب أوراقاً، ممّا يعزّز كرامتهم قليلاً إذ يبقون غير مرئيّين”.
ثمّ عبّر كرايفسكي عن تأثّره لرؤيته الإعجاب على وجه الحبر الأعظم، حيال عدد الأشخاص الذين يستفيدون من العناية والأدوية المجّانيّة (حوالى ألفَي شخص في الشهر). “للجميع حقوق، حتّى الفقراء. أنا كاثوليكي مؤمن، ومنطقي هو منطق الإنجيل. نحن نساعد حقّاً يسوع بذاته لأنّه قال إنّه كان عرياناً ومسجوناً ومريضاً، واليوم يمكننا القول لاجئاً… أنا مقتنع أنّنا نساعد المسيح بذاته ونغسل جسمه ونُعطيه أدوية ونقصّ شعره ونكسوه”.
أمّا البابا، فقد اكتفى بالقول “أحسنتم، وشكراً”، مُحيّياً مَن تولّوا ترميم قاعات المركز المتنقّل وتزويده بآلة للتصوير الشعاعي.
