ترجمة ألين كنعان إيليا
ننقل إليكم في ما يلي رسالة فيديو وجّهها الأب الأقدس للكنائس الخاصة الموجودة في جنوب العالم المجتمعة في متحف الأمازون في بيليم:
“إنّي أحيّي الكنائس الخاصة في جنوب العالم المجتمعة في متحف الأمازون في بيليم، وأضمّ صوتي إلى الصوت النبوي لإخوتي الكرادلة المشاركين في مؤتمر COP30، مُعلنين للعالم، من خلال الكلمات والأفعال، أنّ منطقة الأمازون تبقى رمزًا حيًّا للخليقة، وتحتاج بشكلٍ ملحّ إلى العناية.
لقد اخترتم الرجاء والعمل بدلًا من اليأس، عبر بناء جماعة عالمية تعمل معًا. وقد سمح ذلك بتحقيق تقدّم، إنما يبقى غير كافٍ. يجب تجديد الرجاء والعزم، ليس في الأقوال والطموحات فحسب، بل أيضًا في الأعمال الملموسة.
إنّ الخليقة تئنّ أمام الفيضانات والجفاف والعواصف والحرّ القاسي. ويعيش ثلث سكان العالم في وضع هشّ للغاية بسبب هذه التغيرات المناخية. وبالنسبة إليهم، لا يُعدّ تغيّر المناخ تهديدًا بعيدًا، وتجاهلهم هو إنكار لإنسانيتنا المشتركة.
لا يزال يوجد أمامنا وقت لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية، إنما الوقت يداهمنا. وبصفتنا حرّاس خليقة الله، نحن مدعوون إلى التحرك سريعًا، بإيمان ونبوءة، لحماية العطايا التي ائتمننا الله عليها. لقد حقّق اتفاق باريس تقدّمًا حقيقيًا، ولا يزال أداتنا الأقوى لحماية الشعوب والكوكب. ولكن لنكن صريحين: الاتفاق لا يفشل، بل إنّ استجابتنا هي التي تفشل. ما ينقص هو الإرادة السياسية لدى البعض.
إن القيادة الحقيقية تعني توفير خدمة ودعم بمستوى يمكنه إحداث فرق فعلي. إنّ اتخاذ إجراءات أقوى في مجال المناخ سيخلق أنظمة اقتصادية أقوى وأكثر عدلاً. فالإجراءات والسياسات المناخية القوية تُعدّ استثمارًا من أجل عالمٍ أكثر عدالة واستقرارًا. نحن نسير جنبًا إلى جنب مع العلماء والقادة والرعاة من جميع الأمم والديانات. نحن حرّاس الخليقة، ولسنا خصومًا نتنازع على غنيمتها.
فلنُرسل معًا إشارة واضحة: لِنكن دولاً متضامنة بثبات، داعمة لاتفاق باريس وللتعاون في مجال المناخ. وليُذكَر متحف الأمازون هذا كمكانٍ اختارت فيه الإنسانية التعاون بدل الانقسام والإنكار. وليبارككم الله جميعًا في جهودكم لمواصلة العناية بخليقة الله.
باسم الآب والابن والروح القدس. آمين.”
