ترجمة ألين كنعان إيليا
صدر في المكتبات الفرنسية منذ يوم الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025 السيرة الذاتية الأولى للبابا لاون الرابع عشر تحت عنوان: “البابا لاون الرابع عشر، بابا مُرسَل في كنيسة مُعولَمة“، وهي ثمرة مقابَلَتَين أجرتهما الصحافية الأميركية إليز آن ألين خلال صيف العام الماضي، وهي مراسلة في روما لصحيفة Crux الكاثوليكية الرقمية.
كشف البابا لاون الرابع عشر للمرّة الأولى في هذا الكتاب عن المراحل الأساسية من حياته، وقناعاته، والأحداث التي شكّلته: طفولته في الولايات المتحدة، دوره كمُرسَل في البيرو وصولاً إلى خدمته في الفاتيكان. هذا ووصف علاقته بالبابا فرنسيس، وشارك انطباعاته الشخصية حول المجمع الذي انتُخِب فيه، وحول انتخابه هو نفسه. ثمّ أجاب أيضًا عن أسئلة تتعلّق بالراهن وبالتحدّيات التي يواجهها، مقدّمًا رؤيته لمستقبل الكنيسة والعالم.
“قلب في خدمة الآخرين“
عرض الكتاب الصادر بالفرنسية عن منشورات Artège وDu Rocher —بحسب الصحافية—أنّ البابا لاون الرابع عشر قد شعر منذ نعومة أظفاره بالدعوة إلى الكهنوت، راغبًا في الخدمة والرسالة. وعندما التحق بالرهبنة الأوغسطينية، عاش مختلف أبعاد دعوته: الكهنوت، الحياة الجماعية، الخدمة، والرسالة. وقد تركت خبراته الطويلة في البيرو أثراً بالغًا عليه، ويبدو أنها أعدّته بشكل واضح ليصبح بابا. ثمّ تصفه الصحافية حين كان رئيساً لأساقفة شيكاغو، المونسنيور روبرت فرنسيس بريفوست، بقولها: “كان شخصًا قليل الكلام. أجرى مقابلات قليلة جداً ونادرًا ما كان يطلّ على الإعلام. لكن حضوره كان قويًّا”.
شغل البابا لاون الرابع عشر خلال حياته الكهنوتية والأسقفية مسؤوليات كنسية عديدة. وكأمين عام للرهبنة الأوغسطينية، سافر كثيراً ليزور كل بيت من بيوت الرهبنة حول العالم. وقد زار أكثر من أربعين دولة، وبعضها مرات عديدة: “وهذا يُظهر إلى أي حدّ البابا منفتح ومهتمّ”. وتشدّد إليز آن ألين على الصفات الأساسية التي تميّز البابا: التحفّظ، التواضع، العمق، والشفافية لكنها تتوقف خصوصًا عند “قلبه الخادم للآخرين“—قلب موجَّه دومًا نحو الأشخاص، أيًّا كانوا. وتقول: “خلال الأحاديث التي أجريتها معه، كان يكاد يكون أكثر انتباهًا لي مما كنت أنا له! كان حرًا جدًا، ويرغب في إعطائي الكثير من المعلومات”. وتضيف: “أسلوبه في العمل تعاوني للغاية. يحبّ أن يصغي ويتحاور مع الناس قبل اتخاذ أي قرار”.
