vatican media

يا رب، أنت تفهمني أفضل ممّا أفهم نفسي

لقاء البابا عبر الإنترنت مع أكثر من 15 ألف مراهق

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

يوم الجمعة الماضي، التقى البابا لاون الرّابع عشر عبر اتّصال مرئيّ بأكثر من 15 ألف مراهق تجمّعوا في إنديانابوليس (إنديانا) للمشاركة في المؤتمر الوطني الكاثوليكي للشّباب، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من موقع “فاتيكان نيوز” ضمن مقال بقلم ديفن واتكينز.

في التفاصيل، طلب 6 شباب من البابا مشاطرة أفكاره حول مواضيع تتراوح مِن الحياة في الأسرار إلى الصحّة العقليّة، فالذّكاء الاصطناعي ومستقبل الكنيسة.

بدوره، تكلّم البابا عن تقبّل رحمة الله عندما نكون قد أخطأنا أو خذلنا آخرين. فأقرّ أنّ الجميع يواجهون صعوبة في طلب رحمة الله وتقبّل أنّه يسامحنا حقّاً في سرّ الاعتراف. “الكلمة الأخيرة ليست أبداً للخطيئة. عندما نطلب من الله الرّحمة، يسامحنا. قال البابا فرنسيس إنّ الله لا يتعب أبداً من الغفران، بل نحن نتعب من الطلب!” وأضاف: “قلب الله يختلف عن قلبنا، بما أنّه لا يتعب أبداً من البحث عن الخروف الضائع”، داعياً الشباب إلى ملاقاة المسيح في سرّ المصالحة، والاعتراف بخطاياهم مع الترحيب بالمسامحة المُعطاة إليهم عندما يحلّ الكاهن خطاياهم.

في ما يتعلّق بالانهيار والشّعور بالحزن والإرهاق، دعا البابا سامعيه للانفتاح على علاقة عميقة مع يسوع، وتسليمه الصعوبات في الصلاة. “في الصمت، يمكننا أن نخاطبه بصدق عمّا في قلوبنا. خلال السجود، يمكنكم أن تنظروا إلى يسوع في القربان وتعرفوا كيف ينظر إليكم بحبّ… قولوا له: يا رب، أنت تفهمني أفضل ممّا أفهم نفسي”، مُشجِّعاً الجميع على الصلاة للحصول على نِعمة الأصدقاء الحقيقيّين.

من ناحية أخرى، ومُجيباً عن سؤال حول آثار التكنولوجيا على الإيمان، أشار البابا إلى منفعة التكنولوجيا الحديثة التي تصل الناس بعضهم ببعض، مُضيفاً: “ويمكن أيضاً للتكنولوجيا أن تساعدنا على عَيش إيماننا المسيحيّ، ومنحنا أدوات مذهلة للصلاة، مع قراءة الإنجيل والتعمّق في ما نؤمن به”.

وفي الوقت نفسه، أشار البابا إلى أنّ التكنولوجيا لا يمكنها أن تحلّ محلّ الإنسان، العلاقات الشخصيّة والمشاركة في سرّ الإفخارستيا، داعياً الشباب الكاثوليك إلى أن يحدّوا من تمضية الوقت أمام شاشاتهم، والحرص على كون التكنولوجيا تخدم حياتهم، وليس العكس. “على كلّ أداة أن تدعم مسيرة الإيمان والتطوّر الفكريّ… احرصوا على ألّا يخفّف الذكاء الاصطناعي من النموّ الإنساني. وتذكّروا: لا يمكن للذّكاء الاصطناعي استبدال الموهبة الفريدة التي أنتم عليها بالنسبة إلى العالم”.

أمّا عن مستقبل الكنيسة، وجواباً عن سؤال حول وعد يسوع لبطرس أنّ “أبواب الجحيم لن تقوى عليها”، قال الحبر الأعظم إنّ الكنيسة “تستعدّ للمستقبل عبر البقاء مُخلصة لِما يطلبه منّا يسوع اليوم”، مُذكِّراً أنّ الرّوح القدس أرشد الكنيسة خلال ألفيّتَين من المشاكل والتحدّيات. وأضاف: “الشباب ليسوا فقط مستقبل الكنيسة بل هم أيضاً حاضرها”، حاثّاً الجميع على المشاركة في قدّاس الأحد والانضمام إلى النشاطات.

وأخيراً، عبّر الأب الأقدس عن آماله لمستقبل الشباب في الكنيسة، داعياً إيّاهم إلى قولبتها في السنوات القادمة وتقديم الجهود والمواهب لبنائها. “في أعماقنا، نتوق إلى الحقيقة والجمال والخير لأنّنا خُلِقنا لهذا. والكنز الذي نبحث عنه له اسم: يسوع، وهو يريد أن تجدوه… الشباب مدعوّون لبناء الجسور بدل الجدران، وإعطاء قيمة للحوار والوحدة”. ونصيحته: “تنبّهوا كي لا تستغلّوا الفئات السياسيّة للتكلّم عن الإيمان. الكنيسة لا تنتمي لأيّ حزب سياسيّ. بل إنّها تساعد على تشكيل الضمائر لتتصرّفوا بحبّ وحكمة”.

في الختام، دعا البابا الشباب للإصغاء إلى نداء الربّ في حياتهم وتمييز دعوتهم، سواء في الزواج أو الكهنوت أو الحياة الدينيّة. “ما مِن قضيّة أعظم من الإنجيل لتكرّسوا حياتكم لها. العالم بحاجة إلى مُرسَلين، وبحاجة إليكم لنشر النور والفرح اللذَين وجدتموهما في يسوع”.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير