ترجمة ندى بطرس
يوم الأحد 23 تشرين الثاني، ولمناسبة عيد يسوع ملك الكون ويوبيل الجَوقات والكورسات، استقبلت ساحة القدّيس بطرس الحشود، على رأسهم البابا الذي احتفل بالقدّاس، كما أورد الخبر القسم الفرنسي في زينيت.
في العظة التي تلاها، قال الحبر الأعظم إنّ الليتورجيا تدعونا لتسبيح ملك الكَون الذي هو بداية كلّ شيء ونهايته. “إنّ سُلطته هي الحبّ، عرشه هو الصليب. وعبر هذا الصليب تشعّ مملكته على العالم. مِن الصليب يحكُم كأمير السلام وملك العدل الذي يُظهر للعالم رحمة قلب الله. وهذا الحبّ هو وحي وسبب ترانيم الجَوقات”.
ثمّ مُتوجّهاً إلى أعضاء الجوقات، أشار البابا إلى أنّ مهمّتهم تقضي بتقديم أصواتهم ومواهبهم لتمجيد الله. “الترنيم هو التعبير الطبيعيّ عمّا يدور في الكائن: الرّوح، الأحاسيس، الجسم والنفس تتّحد لإيصال عظائم الدنيا للآخرين. فالترنيم، بحسب القدّيس أغسطينوس، خاصّ بمَن يُحبّ. مَن يُرنّم يُعبّر عن الحبّ، لكن أيضاً عن المعاناة والحنان والرّغبة التي في قلبه. وهو في الوقت عينه، يُحبّ مَن يرفع له ترنيمه. وبالنسبة إلى شعب الله، يُعبّر الترنيم عن التوسّل والتسبيح… الموسيقى الليتورجيّة أداة ثمينة نعظّم بها الله”.
وتابع البابا قائلاً: “إنّ المشاركة في جوقة تعني التقدّم معاً مع الإمساك بأيدي الإخوة والأخوات والترنيم سويّاً، هذا الترنيم الذي يُذكّرنا بأنّنا كنيسة سائرة، وحقيقة سينوديّة… إنّ خدمة المُرنّمين تتطلّب التحضير والإخلاص والتفاهم والحياة الروحيّة العميقة كي تتمكّنوا مِن جعل الآخرين يُصلّون. إنّها خدمة تتطلّب انضباطاً وروح خدمة… ولا تنسوا أنّ الجماعة هي عائلتكم الكبرى، حتّى وإن طرأت بعض الخلافات كما يجري في كلّ العائلات، وحتّى وإن اختبرتم أيضاً بعض الصعوبات على الطريق. إنّ الترنيم يمنح العزاء”.
ثمّ ختم البابا عظته قائلاً لأعضاء الجوقات: “كونوا قادرين على إشراك شعب الله في الترنيم، وكونوا رمزاً للصلاة، مع الحرص على أن تكون حياتكم متناسبة مع الخدمة التي تُؤدّونها، كي تُعبّر بشكل أصيل عن نِعمة الليتورجيا”.
