في الذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس كنيسة القديس جيروم الكاثوليكية في جوهانسبورغ، أشاد السفير البابوي في جنوب أفريقيا بالمهاجرين الكرواتيين الذين أسسوا الكنيسة، واصفًا جهودهم بأنها إرث دائم للإيمان والصلاة والجماعة.
وفي كلمته في الذكرى السنوية التي أُقيمت في الأحد الأوّل من زمن المجيء، دعا رئيس الأساقفة هنريك ميتشسلاف جاجودزينسكي المؤمنين إلى تكريم تراث المهاجرين من خلال إلتزامهم بالإيمان والوحدة.
هذا وذكر المونسنيور جاجودزينسكي تضحيات الكرواتيين الذين عملوا منذ أكثر من ثلاثين سنة في بناء الكنيسة، شهادة على إيمانهم وحبّهم لتراثهم، قائلاً: “لقد ترك لنا المهاجرون الكرواتيون إرثًا من الإيمان والصلاة والجماعة”.
شدّد السفير على أنّ الكنيسة التي تحمل اسم القديس جيروم ليست مجرّد بناء، بل هي بيتًا روحيًا لمؤمني كرواتيا في جنوب أفريقيا.
أشاد رئيس الأساقفة بالكاردينال الراحل فرانجو كوهاريتش وهو أسقف كرواتي بارك الكنيسة عند افتتاحها، ووصفه بأنه “نبي للشعب الكرواتي”. وأشار إلى أنّ الإيمان وقيادة الكاردينال وجّها الجماعة الكرواتية في خلال الأوقات الصعبة. إذ إنّ الكاردينال كوهاريك كان غالبًا مدعوًا ليكون نبيًا للشعب الكرواتيّ، ليس بسبب إيمانه وموهبته الاستثنائية، بل لدوره في أوقات الصعبة من التاريخ الكرواتيّ. تبقى كلماته وأعماله دعوة إلى أمانة الله، حبّ الواحد للآخر والمسؤولية تجاه الجماعة”.
هذا وصلّى المونسنيور جاكودجينسكي على نيّة نفوس كلّ من ساهموا في تأسيس الكنيسة، معترفًا بتضحياتهم ومثال إيمانهم. عبّر عن الأمل بأنّ الكنيسة تبقى مكان سلام واستقبال، مضيفًا: “لتكن حياتنا نورًا يشهد لمجيء المسيح في عائلاتنا وجماعاتنا والعالم أجمع”. ثمّ حثّ السفير الجماعة على مواصلة النموّ في الإيمان، الوحدة والمحبّة من خلال السهر على إرث مؤسسي الكنيسة حتى يبقى حيًا للأجيال المقبلة.
في عظته، تطرّق المونسنيور إلى القراءة الأولى من سفر النبي إرميا الذي فيه يعد الله بتحقيق كلّ ما وعده للإسرائيليين. شدد على أنّ وعود الله تبقى أمينة، مقدّمًا السلام والعدل للإنسانية من خلال يسوع المسيح. أشار إلى أنّ يسوع قد حقق نبوءة إرميا بكونه “ملك العدل، حاملاً الخلاص لكلّ الأمم”.
في الختام، ذكّر السفير المؤمنين بأنّ زمن المجيء هو أكثر من استعداد لعيد الميلاد مشيرًا إلى أنّ الزمن هو دعوة للقاء المسيح “في الوقت الحاضر” “وفي تفاصيل حياتنا اليومية”.