أصدر البابا فرنسيس مرسومًا قانونيًا منشئًا لجنة خاصة للرعاية الصحية تساعد المنظمات المعنية بالرعاية الصحية التي تنتمي إلى الكنيسة والمنظمات الكنسية لإدارة شؤونها المالية والوفاء لمهمتها الأساسية. وقد نشر الفاتيكان يوم الجمعة الفائت هذا الخبر بأنّ البابا فرنسيس قد أنشأ هذه اللجنة المعنية بالرعاية الصحية المؤلّفة من رئيس و6 خبراء في مجالات الرعاية الصحية والعقارات والإدارة والتمويل.
تملك اللجنة السلطة للتأكّد من استدامة أنظمة الرعاية الصحية وإعداد استراتيجيات طويلة المدى تماشيًا مع العقيدة الإجتماعية الكنسية. وكان قد تحدّث البابا يوم الأربعاء الفائت في أثناء مقابلته العامة عن السنة المقدسة لعيش الرحمة وأشار إلى ضرورة العمل لتجديد المؤسسات الكنسية وقيادتها إلى عيش خبرة حيّة ومنعشة لرحمة الله التي وحدها يمكنها أن تضمن للكنيسة بأن تكون تلك “المدينة القائمة على الجبل والتي لا تخفى” (متى 5: 14). وقال بإنها عندئذٍ تشعّ ككنيسة رحيمة! مذكّرًا بأنّ الرحمة هي “أكثر ما يًرضي الله”.
وكان قد تحدّث البابا في رسالته لمناسبة الصوم لهذا العام عن هذا الموضوع جنبًا إلى جنب مواضيع أخرى: “وليس الضيق الأخلاقيّ، القائم على أن يصبح المرء عبدًا للرذيلة والإثم، بأقلّ غمًّا عندنا. فَرُبَّ عائلة تلطم، لأنّ أحد أفرادها ـ من الشباب غالبًا ـ أسير الكحول، والحشيشة، والميسر، والخلاعة! ورُبَّ إنسان فقد معنى الحياة، وخلا من أيّ تطلّع إلى المستقبل، وأضاع الرجاء. بل رُبَّ إنسان زجّت به ظروفه الاجتماعيّة القاهرة في هذا الضيق، أو ضآلة فرص العمل التي تفقده الكرامة التي تمنحه أن يحمل خبزًا إلى بيته، بسبب نقص في المساواة، في ما يتعلّق بالحقّ في التربية، وفي الرعاية الصحيّة. في هذه الحالات جميعًا، يدعى الضيق الأخلاقيّ انتحارًا ناشئًا. وهذا الضرب من المضايق، الذي هو أيضًا علّة انهيار اقتصاديّ، يرتبط دائمًا بالضيق الروحيّ، الذي يحلّ بنا، عندما نجافي الله، ونرفض حبّه. إنْ حسبنا أنفسنا أنّنا لا حاجة بنا إلى الله، الذي يمدّ يده إلينا في شخص المسيح، لاعتقادنا بأنّه في وسعنا أن نقوم بأودنا وحدنا، نسلك في درب الإفلاس. فالله هو الوحيد الذي يخلّص ويحرّر حقًّا.