حتى لو لم تكن من قرّاء ناشيونال جيوغرافيك الدائمين سيستقطب انتباهك غلاف المجلة الذي يحمل عنوان: “مريم أقوى امرأة في العالم” وسيتوارد إلى ذهنك سؤلان: “ما سرّ مريم؟ ولمَ تتحدّث غالبية الديانات عنها؟” فالمسلمون كما الكاثوليك يبجّلونها ويكرّمونها. ومريم مذكورة في القرآن كثيرًا لهذا غالبًا ما يزور المسلمون الكنائس الكاثوليكية أو المزارات المسيحية لتكريمها. فما سر هذه الفتاة التي مرّت بالتاريخ منذ قرون عديدة ولا تزال تؤثّر في النفوس حتى اليوم؟
في الواقع، أصدرت ناشونال جيوغرافيك في عددها الصادر في كانون الأول مقالة حول مريم العذراء من كتابة مورين أورث ويعلّق أحد الكتّاب حول المقال الذي يتضمّن معلومات عن مريم بكونها “أقوى امرأة في العالم” قائلاً: “لقد قرأت العديد من المقالات عن مريم العذراء إلاّ أنّ هذه المقالة تلفت الأنظار وتتضمّن الكثير من المعلومات. وبينما كنت أقرأ المقال لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء! لماذا؟”
يخبر كاتب المقال عن العديد من الخبرات التي عاشها أفراد من الناس مع مريم ويفصّل تاريخ الظهورات المريمية. كما أنه لم يسلّط الضوء على تكريم الكاثوليك لها بل المسلمين أيضًا فمريم مذكورة كثيرًا في القرآن ولهذا السبب لا يتوانى الكثير من المسلمين عن زيارة الكنائس الكاثوليكية لتكريمها. كما أنّ الصور التي ترافق المقال هي مذهلة وتضفي لمسة عليه فنرى مثلاً وجوه العديد من الناس يطلبون شفاعة مريم فالصور تتحدّث بشكل أفضل من الكلمات. إنه لمن الواضح أن نرى على وجوههم الحب والعاطفة التي يكنوّنهما للعذراء مريم ووحدها الصور يمكنها أن تفسّر وتثبت بأنّ “مريم هي أقوى امرأة في العالم”.
وأضاف المعلّق على المقال: “أنا لستُ خبيرًا باللاهوت المريمي ولا يمكنني أن أقول بأنّ ما كُتب في هذه المقالة يتوافق مع تعليم الكنيسة الكاثوليكية حول مريم. ليست كل الظهورات الموجودة مُثبَتة من الكنيسة وبعيدًا عن كل ذلك فإنّ هذه المقالة قد جذبت العلمانيين والروحانيين وكل الفئات… وأما نحن فكيف يمكننا أن نستفيد من هذه المقالة: يمكننا ببساطة أن نبشّر بطرح هذا السؤال: “هل قرأت المقالة الواردة في ناشيونال جيوغرافيك؟ هل رأيت ما كتبت مجلة ناشيونال جيوغرافيك في عددها الصادر في كانون الأول؟
ما من أحد أصبح قويًا وعظيمًا إلاّ من الطاعة والتواضع! ومريم تختلف اختلافًا كليًا عن الشخصيات القوية التي يتغنّى بها عالمنا! وربّما لقد حان الوقت لكي نشهد على محبة مريم الكبيرة وقوّتها وأن لا نخاف من المشاركة! فلنخصّص اليوم وقتًا لنصلّي بشفاعة مريم من أجل أن تلين القلوب والعقول فيفهموا عطية مريم التي قدّمها لنا الرب منذ قرون وحتى اليوم!