في ذلك الزَّمان: قالَت مَريَم: «تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي
وَتَبتَهِجُ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي
لأَنَّه عَطَفَ عَلى أَمَتِه الوَضِيعة
سَوفَ تُهَنِّئُني جَميعُ الأَجيال
لِأَنَّ ٱلقَديرَ صَنَعَ إِلَيَّ أُمورًا عَظيمَة
قُدّوسٌ ٱسمُهُ
وَرَحمَتُهُ مِن جيل إِلى جيلٍ لِلَّذينَ يَتَّقونَهُ
كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِهِ
فَشَتَّتَ ٱلمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهِم
خَلَعَ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء.
أَشبَعَ ٱلجِياعَ مِنَ ٱلخَيرات
وَٱلأَغنِياءَ صَرَفَهُم فارِغين
نَصَرَ عَبدَهُ إِسرائيل
ذاكِرًا كَما قالَ لِآباءَنا
رَحمَتَه لإِبراهيمَ وَ ذُرَّيَّته لِلأَبد».
وأَقَامَت مَريمُ عِندَ أَليصاباتَ نَحوَ ثَلاثَةِ أَشهُر، ثُمَّ عادَت إِلى بَيتِها.
*
مريم لم تكن عاقرًا، وما جرى في حياتها يشكل واقعًا فريدًا في الكتاب المقدس (وفي تاريخ البشرية). ولكن إذا ما نظرنا إلى العذراء في إطار تاريخ البشرية، فخبرتها ليست بعيدة جدًا عن تاريخ عواقر إسرائيل. بأي معنى؟ بمعنى أن البشرية، التي غايتها أن تلد الله وتولد في حياة الله، كانت مُغلقة في إطار ولادات لا تلد إلى الحياة الأبدية، إلى أن قالت مريم “نعم”. في مريم تستطيع كل البشرية، التي كانت حتى ذلك الحين عاقر، أن تغني نشيد التعظيم: “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى تواضع أمته فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال”.