للأسف ومع توالي الأيام أظهرت الإحصاءات أن عدد المؤمنين الذين يرتادون الكنائس يوم الأحد أصبح يتقلص شيئًا فشيئًا وبدأ الرقم يتراجع من 75% الى 50% في السنوات الأخيرة. لذلك، لا بد لنا أن نكرر بأن الذهاب الى الكنيسة يوم الأحد هو أمر ضروري إن كنا فعلاً نرى في شخصنا أحداً يريد أن يتبع يسوع ومن هنا وبحسب مقالة لكاتب من رعية ريتشموند ننشر خمسة أسباب تدفعنا للذهاب الى الكنيسة.
هذا ما فعله يسوع
إن نظرنا في إنجيل لوقا 4، 16 نجد الآية التالية: “وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ” يمكننا أن نستنتج من ذلك أن يسوع ذهب الى مكان العبادة. إذًا نحن وكأتباع يسوع علينا أن نسير على خطاه ولهذا السبب فلنسأل أنفسنا: “ماذا كان يسوع ليفعل؟” بالطبع يسوع كان سيذهب الى الكنيسة ونحن علينا أن نقوم بالمثل، هذا إن كنا حقًّا نعتبر أنفسنا من أتباعه.
الذهاب الى الكنيسة يعد عادة حسنة
نجد في رسالة القديس بولس الى العبرانيين (10: 25) الآية التالية: “غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ.” يذكر الإنجيل أن ذهابنا الى الكنيسة عادة حسنة، لا يجب حين نقول عادة أن نفكر بالعادات السيئة فهناك عادات حسنة وهذه واحدة منها. من الممكن أننا وفي مرحلة ما اعتدنا على الخصال السيئة وبدأنا نفوت قداس يوم الأحد، فللأحد مميزات متعددة لانه يعطينا عدة خيارات كالنوم، والخروج لتناول الغداء، أو قراءة الصحيفة…لا تنسوا أن العادات الحسنة تبارك حياتكم وتثمر نتائج إيجابية. لذلك عندما ستمارسون عادة الذهاب الى الكنيسة ستكتسبون النتائج الجيدة.
في ذهابكم الى الكنيسة كونوا قدوة للآخرين
إن الذهاب الى الكنيسة يجعل منكم قدوة للآخر، وبهذه الخطوة التي ستقومون بها قد تلهمونه على الذهاب أيضًا حين يراقب ارتيادكم المواظب كل أسبوع الى الكنيسة. إن الأشخاص الذين يسعون لتحسين حياتهم مثلاً سيتأثرون بكم كمثال. إن المتزوج سيكون قدوة لزوجته، كما سيكون قدوة لأولاده كي يعرفوا أننا نذهب الى الكنيسة يوم الأحد، ولأقاربكم أو لجيرانكم ستكونون مثالا حسنًا حين تقولون بأن لديكم التزام جدي تحافظون عليه كل يوم أحد لتحسنوا حياتكم.
بذهابكم الى الكنيسة تشكلون عائلة ثانية
نحن جميعًا بحاجة الى التشجيع، فالحياة صعبة ونمر يوميًّا بصعوبات مختلفة، كالمشاكل الصحية والاقتصادية…علينا أن نشجع بعضنا البعض، ومن يوم الأحد تبدأ روح الأخوة والمحبة بالظهور. إن كنا نشارك بجماعات أم صفوف فهناك نتعرف الى الأشخاص بشكل أعمق، ولكن من روح الجماعة يوم الأحد يمكننا أن ننشئ عائلة ثانية. كل أحد حين نذهب الى القداس سنجد من هم بانتظارنا يتساءلون إن كنا سنأتي، سيشتاقون إلينا، وكلما أتينا أكثر كلما اشتاقوا الينا أكثر حين نغيب. إنه لأمر رائع أن نكون جزءًا من الكنيسة المحلية أي وكأننا نحظى بعائلة على نطاق أوسع.
أمر ضروري لتحقيق النمو الروحي
إن النمو الروحي يتحقق حين نرتاد الكنيسة أكثر فأكثر. كل خدمة هي مصممة لكي نعود حاملين معنا الكم الأكبر من التجربة الروحية. يمكنك أن تسبح الرب وتكتشف أشياء جديدة لم تكن تعلمها، ستواجه تحديات، وستتحلى بالدوافع، الكنيسة هي حيث تتعلم أن تذهب الى أبعد مما كنت قد ذهبت يومًا، أن تتعلم عيش حياة أعظم من تلك التي كنت تحياها، أن تجعل حياتك متزامنة مع يسوع ومع مشروعه الموكل لك، وستفهم لم أنت موجود على هذه الأرض: لتخدم، وتعطي، وتحب.
أخيرًا، لا تقصدوا الكنيسة فقط في المناسبات أو في الأوقات التي تواجهون فيها صعوبات في الحياة، بل اجعلوا ذهابكم منتظمًا، واجعلوه التزامًا لكم طوال حياتكم فلا شيء يمكنه أن يجعل حياتكم الروحية صحية أكثر من ذلك.