بكركي، الأحد، 10 فبراير 2008 (Zenit.org). –توقف البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير في عظة البارحة بمناسبة عيد القديس مار مارون على فضائل القديس الذي “ما كان ليفصل عبادته تعالى عن تلبية حاجات الناس” حيث يقول توادوريطوس اسقف قورش، وكان معاصرا للقديس مارون، ان الجماهير أقبلت على هذا القديس من كل صوب. وكان يشفي أمراض الجسد والنفس بأدوية تناسبها حتى كثر عدد تلاميذه.
وذكر البطريرك بالألقاب التي خلعها عليه الاسقف المشار والتي توحي بالاحترام؛ منها أنه لقبه ب”مارون الأسمى”، و”مارون العظيم”، و”مارون الالهي”.
وأشار صفير أنه “كان يشفي أنواع الامراض، ودواؤه لم يكن الا الصلاة، ودعوة اسم الرب يسوع. وبعد وفاته تنازع أهل الجوار جثمانه، والذين أخذوه بنوا هيكلا، وبعد ذلك ديرا، على اسمه”.
ولفت صاحب النيافة بأن تكريم القديس في عيده “لا يقوم على المظاهر الخارجية، انما على العودة الصادقة الى الله، والقريب، بمغفرة الاساءة، والعزم الثابت على العودة عنها، وبمد يد المساعدة له اذا كان يشكو الحاجة، على ما يقول الكتاب المقدس: “حب الله من كل القلب، وكل العقل، وكل القوة، وحب القريب كالنفس، هما أفضل من كل الذبائح والمحرقات””.
وأضاف أن المحبة لتكون محبة صادقة يجب ان تترجم بالمساعدة الحقيقية، والمحبة الحقيقية لا تكون باللسان، ولا تكون بالكلام، على ما يقول القديس يوحنا: “ايها الابناء، لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان، بل بالعمل والحق”. على مثال القديس مارون.
وشدد البطريرك على أن “القداسة والباطل لا يأتلفان” متطرقًا إلى أن “ما نعيشه في هذه الايام يبعد بنا كل البعد عن تعاليم الانجيل، فنرى الناس يتراشقون بالنابي من الكلام، بغية التجريح والتهشيم، بدلا من أن يعملوا بوصية الله القائلة: “أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم”. وهم يظنون انهم بهذه الطريقة يتغلبون على خصومهم، وينقذون الوطن. ولا يعلمون انهم يسيرون عكس السير”.
وحذر بالقول: “اذا ظلوا يسيرون على هذا الطريق فان العاقبة معروفة وهي وخيمة ولا حاجة الى التوقف عندها. فهي تقود الوطن حتما الى الهلاك. ولكننا على الرغم من كل العوائق، نؤمن ان الله لا يترك خائفيه، وان مار مارون يشفع لدى الله بشعبه حيثما استقر، ولذلك إنا واثقون بان الكلمة الأخيرة لن تكون للكراهية والحقد بل للمحبة والوفاق”.