خلال الحدث العالمي الأبرز أي حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والثمانين لعام 2016 والذي جرى بتاريخ 28 شباط الماضي، حاز وثائقي باكستاني حول جرائم الشرف في العالم الإسلامي جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي (موضوع قصير)، وعنوانه A Girl in the River: The Price of Forgiveness (أي فتاة في النهر: ثمن الصفح). وبحسب مقال نشره موقع asianews.it الإلكتروني، يعود الوثائقي للصحافية الباكستانية والمخرجة شرمين عبيد-شينوي التي تنتقد بقسوة المال الدموي واستغلال النساء في الباكستان.
أمّا قصّة الفيلم فتتمحور حول الفتاة سابا كايزر البالغة 19 ربيعاً والتي تزوّجت بالرجل الذي تحبّ، ضدّ إرادة عائلتها. فما كان من والدها وعمّها إلّا أن اصطحباها إلى النهر وأطلقا رصاصة في رأسها ثمّ وضعاها في كيس بلاستيكي ورمياها في النهر، مقتنعَين بأنهما قتلاها. لكنّ سابا التي بقيت على قيد الحياة تمكّنت من جرّ نفسها إلى أقرب قرية حيث دخلت المستشفى وأنقذها طبيب استطاع خلال أشهر أن يُعيد لها أجزاء وجهها التي شوّهها الطلق الناري. وبعد سجن الوالد والعمّ، توصّلت سابا إلى الصفح عنهما رازحة تحت ضغوط مجتمعها، فأطلق سراحهما!
وفيما ينظر الفيلم إلى الأحداث من وجهة نظر سابا، قالت مخرجته خلال تلقّيها الجائزة: “هذا ما يحصل عندما تتعاون النساء المصمّمات على شيء ما”، بما أنها نقلت إلينا قصّة حقيقية لحقت هي بذاتها ببطلتها. وبالنسبة إليها، لا مكان في الإسلام لتلك الممارسات المشينة.
من ناحيته، تعهّد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في تصريح أدلاه، “بأنه سيخلّص الباكستان من هذا الشرّ عبر التشريع المناسب”، بعد أن كان قد التقى بالمخرجة قبل أسبوع على حفل توزيع جوائز الأوسكار وشاهد الفيلم في منزله، بوجود بعض أعضاء المجلس الباكستاني والجمعية الوطنية.