بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء، 20 فبراير 2008 (Zenit.org). – توقف الأب الأقدس في تعليمه الرابع حول القديس أغسطينوس على مؤلفات القديس الكبير ولفت أن بعض مؤلفات أغسطينوس تتمتع بأهمية بالغة، “ليس فقط بالنسبة لتاريخ المسيحية بل أيضًا بالنسبة لنشوء كل الثقافة الغربية”.
“فمثل سائر آباء الكنيسة في العصور الأولى، ولكن بشكل أوسع بكثير، كان لأسقف هيبونا تأثيرًا وسعًا وثابتًا”.
وأشار البابا إلى أن فهرس مؤلفات أغسطينوس يتضمن 1300 مؤلف قام بتعدادها المؤلِف نفسه، ومؤلفات أخرى “لا يمكن إحصاؤها، لأنه لم يضع عليها أي رقم”.
يكتب بوسيديوس، صديق القديس أغسطينوس وكاتب سيرته: “قام بتأليف ونشر الكثير من الكتب، وألقى الكثير من العظات في الكنيسة، وقد تمت كتابتها وتصحيحها لدحض مختلف الهراطقة، ولتفسير الكتاب المقدس ولتنوير أبناء الكنيسة القديسين. وهذه الكتابات – يشدد الأسقف القديس – هي كثيرة لدرجة يصعب على الباحث أن يقرأها ويتعلم أن يعرفها”.
وذكر البابا بشكل خاص كتاب “الاعترافات”، والتي كتبت في 13 سفراً بين عامي397 و400 تمجيدًا لله.
وشرح البابا أن الكتاب هو “بمثابة سيرة ذاتية مكتوبة بشكل حوار مع الله”، وأضاف: “يعكس هذا الأسلوب الأدبي حياة القديس أغسطينوس، التي لم تكن حياة منغلقة على ذاتها، ومتشتتة في كثير من الأشياء، بل معاشة بجوهرها في حوار مع الله وبالتالي كحياة مع الآخرين”.
كما ولفت إلى أن عنوان “الاعترافات” بحد ذاته يكفي للإشارة إلى فرادة هذه السيرة الذاتية إذ “تحمل كلمة “ confessiones ” في اللغة اللاتينية المسيحية معنين وقد نشأت من تقليد المزامير، ويترابط هذان المعنيان. فـ تعني “ confessiones ” تعني تسبيح الله، الاعتراف لله”.
وتابع قائلاً: “النظر إلى البؤس الذاتي على ضوء الله يضحي تسبيحًا لله وشكرًا له لأن الله يحبنا ويقبلنا، ويحولنا ويرفعنا نحو ذاته. وبشأن هذه الاعترافات التي حظيت بشهرة واسعة حتى خلال حياته، كتب أغسطينوس بالذات: “لقد كان لها تأثير كبير علي بينما كنت أكتبها ومازال لها هذا التأثير كل مرة أعيد قراءتها. هذه الكتابات تروق للكثير من الإخوة”.
واعترف قائلاً: “وعلي أن أقول أنني أنا أحد هؤلاء “الإخوة”. بفضل الإعترافات يمكننا أن نسير خطوة تلو الأخرى في المسيرة الباطنية التي عاشها هذا الرجل الفريد والمولع بالله”.