“لا يمكننا أن نحرق المراحل في أثناء الحوار من أجل وحدة المسيحيين إنما يمكننا أن “نحرق مراحل” الحب الأخوي” هذا ما فسّره الأب رانييرو كانتالاميسا الواعظ الدار الرسولي في خلال عظته الخامسة لزمن الصوم. وكانت قد تمحورت كل عظاته منذ بداية الصوم حتى اليوم الجمعة 18 آذار حول عنوان “السير نحو وحدة المسيحيين”.
“إنّ الأمر العجيب في هذه المسيرة من الحب التي تقود إلى الوحدة هو أنها قد سبق وشُرِّعت أمامنا. لا يمكننا أن نحرق المراحل في موضوع العقائد لأنه توجد فروقات كثيرة إنما عليها أن تُحَلّ بصبر في أماكن ملائمة. بالمقابل، يمكننا أن نحرق مراحل الحب ونكون متّحدين بالكامل منذ الآن. إنّ العلامة التي تؤكّد على حضور الروح القدس لم تكن من خلال التكلّم بلغات مختلفة كما كتب القديس أغسطينوس بل بحبّ الوحدة: “إعلم أنك ممتلئ من الروح القدس عندما توافق على ما يحتضنه قلبك من الوحدة من خلال المحبة الصادقة”.
وذكر كانتالاميسا مقطعًا من نشيد المحبة ( كورنتس 13: 1 – 13) “المحبة تصبر، المحبة تخدم، ولا تحسد ولا تتباهى ولا تنتفخ من الكبرياء، ولا تفعل ما ليس بشريف ولا تسعى إلى منفعتها، ولا تحنق ولا تبالي بالسوء، ولا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق. وهي تعذر كل شيء وتصدّق كل شيء وترجو كل شيء وتتحمّل كل شيء”.
وتابع ليقول في السياق نفسه بإنّ “الحبّ لا يعني أن ننظر إلى بعضنا البعض بل أن ينظر كل واحد منا في الاتجاه نفسه” وهكذا هي الأمور بين المسيحيين، المحبة تعني أن ننظر نحو الاتجاه نفسه، نحو المسيح. “إنه سلامنا” (أف 2: 14). من خلال الاهتداء إلى المسيح والسير معًا نحوه، سنتقرّب بالتأكيد نحن المسيحيين من بعضنا بعضًا كما طلب “لنكون بأجمعنا واحدًا”. وختم بالقول: “سنحتفل قريبًا بعيد الفصح. على الصليب، هدم في جسده الحاجز الذي يفصل بينهم، أي العداوة والذي “لنا به جميعًا سبيلاً إلى الآب في روح واحد” لنحتفل به إذًا من أجل فرح قلب المسيح ومن أجل خير العالم”.