بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الثلاثاء 26 فبراير 2008 (Zenit.org). – تحدث الأب الأقدس عن ضرورة تأمين حقوق أهل المرضى للتغيب من العمل من أجل مرافقة أقاربهم المنازعين في أيامهم الأخيرة، وذلك في خطابه الذي وجهه صباح أمس إلى المشاركين في مؤتمر الأكاديمية الحبرية للحياة بعنوان: “إلى جانب المريض: توجيهات أخلاقية وعملية”.
وعلل البابا تحريضه بالقول: “لا يمكن لمجتمع متضامن وإنساني ألاّ يأخذ بعين الاعتبار الحالات الصعبة التي تمر بها العائلات عندما تضطر، وأحيانًا لفترات طويلة، أن تحمل وقر إسعاف المرضى الذين لا يستطيعون أن يقوموا بذواتهم على حاجاتهم”.
وذكر بندكتس السادس عشر بما قاله في رسالته العامة “مخلصون بالرجاء”: “إن معيار الإنسانية الأساسي هو العلاقة مع المرض والمريض. وينطبق هذا الأمر على الأفراد والمجتمعات. فالمجتمع الذي لا يقبل المتألمين والذي لا يتمكن، عبر الشفقة، أن يتقاسم الألم وأن يحمله داخليًا، هو مجتمع قاسٍ وغير إنساني” (عدد 38).
وأشار أيضًا إلى أنه في “مجتمع معقد، يتأثر بقوة بديناميات الإنتاج والحاجات الاقتصادية، يتعرض الأشخاص الضعفاء والعائلات الأكثر فقرًا، في الأوقات الصعبة اقتصاديًا أو صحيًا، إلى خطر كبير”، مشيرًا إلى تزايد عدد “المسنين المعزولين” في قلب المدن الكبيرة، حتى في أوقات المرض وعند اقتراب الموت.
في تلك الأوقات تضحي أطروحة القتل الرحيم أكثر إلحاحًا، خصوصًا تحت تأثير النظرة النفعية للشخص البشري، واغتنم البابا الفرصة لكي يشدد على الرفض الخلقي الثابت والمستمر لكل أشكال القتل الرحيم المباشر، طبقًا لتعليم الكنيسة الدهري”.
وتابع البابا بالقول: “على الجهد المشترك بين المجتمع المدني وجماعة المؤمنين أن يرمي ليس فقط إلى تأمين عيش كريم ومسؤول للجميع، بل أيضًا إلى مساعدة الأشخاص على عبور لحظات الصعوبة والموت في أفضل الأجواء أخوةً وتضامنًا”.
ولفت إلى أن دعوة الكنيسة هي القيام بشهادة “محبة ناشطة” خصوصًا في الحالات العسيرة، وعلى المجتمع من ناحيته ألا يتأخر عن تأمين الدعم الكافي للعائلات.