إِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَم، حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة
فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم، بل لِيُخَلِّصَ بِه العالَم.
مَن آمَنَ بِه لا يُدان؛ ومَن لم يُؤمِنْ بِه، فقَد دِينَ مُنذُ الآن، لأِنَّهُ لم يُؤمِنْ بِاسمِ ابنِ اللهِ الوَحيد.
وإِنَّما الدَّينونَةُ هي: أَنَّ النُّورَ جاءَ إِلى العالَم، ففضَّلَ النَّاسُ الظَّلامَ على النُّور، لأَنَّ أَعمالَهم كانت سَيِّئَة.
فكُلُّ مَن يَفعَلُ الشَّرَّ يُبغِضُ النُّور، فلا يُقبِلُ إِلى النُّور، لِئَلاَّ تُفضَحَ أَعمالُه. وأَمَّا الَّذي يَعمَلُ بِالحَقّ، فيُقبِلُ إِلى النُّور،
لِتُظهَرَ أَعمالُه وقَد صُنِعَت في الله».
*
من لا يؤمن بالابن، لا يؤمن بأنه ابن محبوب، يستسلم ويكتفي بأن يكون ثمرة قدر أعمى سيجهضه بالاستهتار نفسه الذي ولده به. هذا هو الحكم الذي يجلبه الإنسان على نفسه. ففي قلبنا توق إلى الأبدية وإلى المعنى. يمكننا أن نتوهم أنه غير موجود. يمكننا أن نتشتت بأوهام وخدع نظن أنها ترضي حياتنا. يمكننا أن نسعى إلى إقناع أنفسنا بأن “الخروب” يشبعنا ويكفينا، ولكن قلبنا يبقى جائعًا ومتعطشًا لله، الذي خلق قلبنا له وسيبقى قلقًا ومضطربًا حتى يرتاح فيه.