في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا رَأى يَسوعُ ٱلجُموع، صَعِدَ ٱلجَبَلَ وَجَلَس، فَدَنا إِلَيهِ تَلاميذُهُ. *
فَشَرَعَ يُعَلِّمُهُم، قائِلًا: *
«طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات. *
طوبى لِلوُدَعاء، فَإِنَّهُم يَرِثونَ ٱلأَرض. *
طوبى لِلمَحزونين، فَإِنَّهُم يُعَزَّون. *
طوبى لِلجِياعِ وَٱلعِطاشِ إِلى ٱلبِرّ، فَإِنَّهُم يُشبَعون. *
طوبى لِلرُّحَماء، فَإِنَّهُم يُرحَمون. *
طوبى لِأَطهارِ ٱلقُلوب، فَإِنَّهُم يُشاهِدونَ ٱلله. *
طوبى لِلسّاعينَ إِلى ٱلسَّلام، فَإِنَّهُم أَبناءَ ٱللهِ يُدعَون. *
طوبى لِلمُضطَهَدينَ عَلى ٱلبِرّ، فَإِنَّ لَهُم مَلكوتَ ٱلسَّمَوات. *
طوبى لَكُم، إِذا شَتَموكُم وَٱضطَهدوكُم وَٱفتَرَوا عَلَيكُم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي، *
إِفرَحوا وَٱبتَهِجوا، إِنَّ أَجرَكُم في ٱلسَّمَواتِ عَظيم. فَهَكَذا ٱضطَهَدوا ٱلأَنبِياءَ مِن قَبلِكُم. *
*
وصف نيتشه روح “التطويبات” بـ “أخلاقيات القطيع”، كأخلاقيات تمجّد الضعف والكسل. بالواقع، التطويبات هي أخلاقيات العطش إلى الله. بالمقارنة مع روح التطويبات، إن أية أخلاقيات دنيوية، بما في ذلك أخلاقيات “الإنسان المتفوق” (سوبرمان)، ما هي إلا أخلاقيات غير كافية وأقل من الحد الأدنى. فتوق الإنسان ودعوته الأساسية هي الاتحاد بالله. تعلمنا التطويبات بألا نصوغ الإنجيل حسب أهوائنا الصغيرة، بل أن نفتح رغباتنا على أفق رغبات الله. “طوبى للجياع والعطاش إلى البر، لأنهم يُشبعون”. هذا وعد الله.