استقلّ شاب في السبعينيات قاربًا ليهرب من الحرب التي كانت تدور في وطنه فيتنام ليصل كلاجىء إلى أرض غريبة. واليوم هو الأسقف الكاثوليكي الرابع على أبرشية باراماتا في أستراليا. في الواقع، في 16 حزيران، أصبح الأسقف الفيتنامي الأصل فنسنت لونغ فان نغوين الراعي الجديد لأبرشية باراماتا بحسب ما أورد موقع الأنباء الكاثوليكية. وقال في قداس التثبيت: “لقد قمت بقفزات كبيرة في الإيمان بما فيها تلك التي أطلقتني حرفيًا نحو المحيط الهادىء” مفسّرًا أنّ شعاره الأسقفي هو “سر في العمق” وهو يرتبط تمامًا بنضاله كلاجىء.
ولد عام 1961 في دونغ ناي في فيتنام ودخل إلى إكليريكية القديس بولس في أبرشية تبعد 37 ميلاً عن سايغون ومع سقوط هذه الأخيرة عام 1975، طردت السلطات الشيوعية كل الإكليريكيين قسرًا من مبنى الإكليريكية الذي تحوّل إلى ثكنة عسكرية. فرّ الناس من بيوتهم وبحثوا عن طريق للخروج من وطنهم عبر القوارب التي عُرفت فيما بعد بقوارب اللاجئين. انفصل الأسقف المستقبلي عن كل أفراد عائلته بعد أن استقلّ قاربًا غير قارب أهله. كان الأمر عصيبًا والوجهة مجهولة وبعد مضي فترة طويلة من الوقت في الإبحار، فرغ القارب من الطعام والمياه والوقود إنما استطاع اللاجئون النجاة حيث استُقبلوا في مخيم على شاطىء ماليزيا.
بعد مسيرة طويلة من النضال، توجّه الأسقف المستقبلي إلى أستراليا ليدخل إلى الرهبنة الفرنسيسية. سيم كاهنًا عام 1989 وما لبث أن عيّنه البابا بندكتس السادس عشر أسقفًا مساعدًا في مالبورن في أيار 2011 ليخدم فيما بعد كمندوب للأساقفة الأستراليين لمساعدة اللاجئين والمهجّرين فضلاً عن أنه ترأّس مجلس الأساقفة الكاثوليك للعدالة الاجتماعية.
شدّد الأسقف نغوين بعد قدّاس التثبيت على التزامه بأن يكون “باني جسور” وقال: “علينا أن نعزّز المسارات في الانقسامات السياسية والدينية حتى نبني بلدًا أستراليًا أقوى وأغنى إنما أيضًا مجتمعًا شاملاً وإنسانيًا ومسؤولاً”. وحثّ المؤمنين على الإصغاء إلى كلمات البابا فرنسيس حتى نشكّل كنيسة “يشعر فيها الجميع بأنه مرحَّب به ومحبوب ومُسامَح ومُشجَّع ليعيش بحسب الإنجيل”.
ثم أعرب عن التزامه بالكنيسة التي ركنها هو المسيح: “الكنيسة التي تموت عن السلطة الدنيوية والامتيازات وترتفع بتواضعها وبساطتها ومساواتها وخدمتها. كنيسة ربما أصغر وأفقر ومتواضعة أكثر إنما تشعّ سرّ محبة الله للعالم”.
أسِف الأسقف على “طوفان العلمنة الذي جرف الكنيسة كثيرًا عما كنا نعرفها ونحبّها. لقد تعرّضنا للضرب وتقلّص عددنا. ما يُطلب منا أكثر من ذلك هو أن نقبل بتواضع كبير بأننا لم نصل بعد إلى عيش العدالة الحقة والرحمة والعناية بكلّ من تأذّوا نتيجة أعمالنا وكسلنا”.
هذا وأشار الأسقف إلى أزمة الاعتداء الجنسي آملاً أن تكون “حافزًا للتحوّل والاهتداء” مشجعًا الجميع لكي يكونوا جزءًا في الكنيسة. “لا مستقبل للكنيسة الحية من دون أن تؤمّن مساحة لكلّ من يتضررون ويتأذّون ويقعون ضحايا وكلّ المطلّقين والمثلييين الجنسين والساخطين. أنا ملتزم بأن أجعل الكنيسة في باراماتا ملجأ لكلّ الناس، كنيسة يقلّ فيها الإقصاء ويكثر فيها اللقاء والحب والشمولية والتضامن”.