سمعنا جميعاً، خلال زياراتنا الاجتماعية، أشخاصاً يقولون إنهم إن لم يتوبوا عن خطاياهم، سيحترقون في نار جهنم. ونسمع مؤخّراً أيضاً مشاهير يقولون إنّ العنف الذي نشهده، بدءاً من إطلاق النار الفردي وصولاً إلى الجرائم الجماعية، هو انعكاس لحكم الله على العالم. لكن هل الله هو إله قد يصل إلى إرسال قاتل لمعاقبة الناس؟ والسؤال الأهمّ هو: هل الله إله محبّ أو إله شرّير يجب أن نخاف منه؟
يمكن القول إنّ هذا السؤال الأخير هو محور الإيمان المسيحي، وإنّ الجواب عنه الذي ورد في مقال نشره موقع eatingmanna.com الإلكتروني بغاية الوضوح.
الله هو الآب
إن انطلقنا من مبدأ كون الله أبانا الذي خلقنا ويهتمّ لأمرنا، نصل إلى القول إنّ لديه أسبابه لكلّ ما يفعله، كما ولديه مخطّطاً شاملاً لكلّ واحد منّا. من المهمّ جداً أن نفهم هذا.
فلننظر إلى السماء وإلى الشمس أو القمر والنجوم: نحن والبشرية أجمع نعجز عن وضع الشمس أو القمر أو النجوم في السماء، فيما الله هو صانعها كلّها وواضعها في فضائنا الذي خلقه هو أيضاً! فالله هو أكبر وأقوى وأكثر حكمة منّا.
ولنفكّر مليّاً في ما قد يفعله ولد رفض له والده طلباً. سنرى مدى التذمّر والبكاء اللذين قد يبلغهما، وسنسمع غالباً جملة “لماذا أبي؟ أنت شرّير للغاية”. إلّا أنّ جواب الوالد يختلف عن توقّعات الولد الذي يرفض سماع جملة “أعرف أنه يصعب عليك فهم هذا، لكن لوالدك أسباب لفعل ذلك، وستفهمها يوماً ما”. وهنا نسأل: هل يمكن أن يدور حديث مشابه بيننا وبين الله؟ إنّ حياتنا مليئة بأشياء تحصل ولا نفهمها. لمَ مثلاً قد يسمح الله بأن يموت بعضهم جرّاء المرض؟ وإن سألناه، قد يجيبنا بشيء مشابه لما قرأناه، لذا، لنتقبّل أنّ طرُق الرب أسمى وأفضل من طرقنا.
هل علينا أن نخاف من الله؟
للإجابة عن هذا السؤال، فلنبدأ بالقول إنّ الله ليس إلهاً شرّيراً! الله يؤدّبنا تماماً كأيّ أب أو أمّ، أي أننا إن أخطأنا التصرّف، سنتحمّل عواقب لا نرغب فيها. وهذا منطقيّ، أليس كذلك؟ إذاً، لمَ علينا أن نخاف من الله؟ إلّا إن كان ذاك الخوف “صحّياً” كخوف أولادنا منّا، أي خوفاً تأديبياً وخوفاً من التورّط بمشكلة، خاصّة عندما يكون الأولاد يدركون أنّ أهلهم يهتمّون لأمرهم، فيبدأون يخشون أن يخيّبوا أملهم. وهذا ما يُسمّى بالخوف الصحّي الذي بدوره… يحمي!
لمَ يعاقبنا الله؟
إنّ عواقب ارتكاب الخطيئة مريعة، لأنّ الخطيئة تتسبّب برذائل عديدة، منها الإدمان على الكحول، الاغتصاب، سفاح القربى، القتل، السرقة والطلاق الذي يقضي على حياة عدّة أشخاص في الوقت عينه، وهذا ما نراه يحصل من حولنا. إنّ الله يحمينا من أنفسنا، وهو يدرّبنا ويؤدّبنا كأيّ والد. يجب ألّا ننسى أنّه يحبّنا كي نُبعد عن فكرنا أشباح الأفكار الأخرى التي تراودنا. فكلّ ما يفعله الله هو بدافع حبّه لي ولكلّ واحد منّا. هذه طبيعته! صحيح أنّه قد “يصفعنا” إن أخطأنا، إلّا أنّه يبقى إلى جانبنا لأنّه مخلص وأمين.
نعم… علينا أن نخشى الله خشية صحّية مبرّرة، وليس علينا أن نخاف منه. أليس هو الألف والياء الذي لا ينسى أحداً ويحمي الجميع؟؟