“اليوم يدعونا الرب أن نقوم بفحص ضمير بجديّة” هذا ما قاله صباح اليوم البابا فرنسيس عندما احتفل بالمقابلة الثامنة حول الرحمة. تجري عادةً مقابلات يوبيل الرحمة في سبت واحد من الشهر إنما السبت الفائت كان البابا في زيارة رسولية إلى أرمينيا. تحدّث الأب الأقدس عن أعمال الرحمة مستوحيًا من قراءات اليوم من إنجيل القديس (متى 25: 31). وقال: “من الجيّد أن لا ننسى أنّ كلمة رحمة ليست بحتة بل هي نمط عيش. إنه أمر مختلف أن تتحدّث عن الرحمة وأن تعمل الرحمة. ثم فسّر كلمات القديس يعقوب الرسول “ماذا ينفع أن يقول أحد إنه يؤمن إن لم يعمل؟ أبوسع الإيمان أن يخلّصه؟” ( يع 2: 14).
وأضاف: “ما يجعل من الرحمة أمرًا حيًا هي هذه الحركية الدائمة في تلبية حاجات الآخرين. للرحمة عيون ترى وآذان تصغي وأيدٍ تعمل”. هذا وأسِف البابا على أنّ غالبًا ما لا ندرك معاناة الآخرين وحاجاتهم أو نبقى غير مبالين بالكامل. “نمرّ مثلاً أمام أوضاع مأساوية من الفقر ويبدو بأنها لا تلمسنا؛ كل شيء يتابع وكأننا لم نرَ شيئًا بلا مبالاة لدرجة أننا نصبح خبثاء من دون إدراك ذلك. كل ذلك ينتج عن سبات روحي ما يجعل من عقولنا فاقدة الإحساس وحياتنا عقيمة”. وتابع البابا ليقول: “عندما يختبر شخص ما رحمة الآب في حياته لا يمكنه أن يبقى فاقد الإحساس تجاه حاجات إخوته” مشيرًا إلى أنّه لا نستطيع الهروب من تعاليم يسوع.
وقبل أن يختم عظته، ذكّر البابا فرنسيس بزيارته الأخيرة إلى أرمينيا “البلد الأول الذي اعتنق المسيحية” وشهد شعبها طوال تاريخه على الإيمان المسيحي من خلال الاستشهاد”. ثم شكر البابا رئيس أرمينيا والكاثوليكوس كاريكين الثاني، البطريرك وكل الأساقفة الكاثوليك والشعب الأرمني على ترحيبهم به كحاج في الأخوّة والسلام. وأكّد زيارته إلى جيورجيا وأذربيجان من 28 أيلول حتى 30 منه لسببين: الأول ليقدّر جذور المسيحية الموجودة في هذين البلدين وهي في حوار دائم مع غيرها من الأديان والحضارات. والسبب الثاني لتشجيع مسارات السلام. وختم: “يعلّمنا التاريخ أنّ مسيرة السلام تتطلّب المثابرة والخطوات الثابتة بدءًا بأصغرها حتى تنمو شيئًا فشيئًا من أجل ملاقاة الآخر”.