Gargoyle - Pixabay - CC0 PD

ماذا يفعل الشيطان كلّ يوم؟

فلنعرف حيَله وخططه

Share this Entry

في العهد الجديد، حاول الشيطان “العبث” بعقل يسوع. هل فكّرتم يوماً مليّاً في هذا الحدث؟ وهل كلمة “العبث” تقييم دقيق لما فعله الشيطان؟ نعم! فلننظر معاً إلى نصّ إنجيل متى في فصله الرابع.

“قاد الروح القدس يسوع إلى البرّية ليجرّبه إبليس. فصام أربعين يوماً وأربعين ليلة حتى جاع. فدنا منه المجرّب وقال: “إن كنت ابن الله، فقُل لهذه الحجارة ان تصير خبزاً”. فأجابه: “يقول الكتاب: ما بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله”. وأخذه إبليس إلى المدينة المقدّسة، فأوقفه على شرفة الهيكل وقال: “إن كنت ابن الله، فألقِ بنفسك إلى الأسفل، لأنّ الكتاب يقول: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على أيديهم لئلّا تصطدم رجلك بحجر”. فأجابه يسوع: “يقول الكتاب أيضاً: لا تجرّب الرب إلهك”. وأخذه إبليس إلى جبل عال جداً، فأراه جميع ممالك الدنيا ومجدها وقال له: “أُعطيك هذا كلّه، إن سجدت لي وعبدتني”. فأجابه يسوع: “إبتعد عنّي يا شيطان! لأنّ الكتاب يقول: للرب إلهك تسجد، وإيّاه وحده تعبد”. ثمّ تركه إبليس، فجاء بعض الملائكة يخدمونه”.

أوّل ما يتبادر إلى أذهاننا هو أنّ الشيطان كان يكذب على يسوع. لم تكن كذبة مباشرة، بل كذبة خسيسة، وتحويراً للواقع لجعل الأمور مختلفة عمّا هي عليه، وهذا ما سنركّز عليه في دراستنا التي تعتمد على مقال نشره موقع eatingmanna.com الإلكتروني.

هذه المعلومة المحدّدة هي المفتاح، لأنّ هذا تماماً ما يحصل لنا اليوم، حتّى لو لم نختبر جميعاً الأمر بالطريقة نفسها. ومع عقلنا الذي يميل إلى البحث عن المشاكل في الحياة، المشكلة تلو الأخرى، أصبحنا نركّز على ما هو سلبيّ، فحالما تُحلّ مسألة، ننتقل بشكل لاإرادي إلى الأخرى ونعود إلى الحلقة الفارغة.

إلّا أنّ الوقت حان لنبدأ بفهم مخطّطاته، ولنعرف أنّه هو من يدفعنا نحو اتّجاهات لا نرغب في سلكها. فلنسأل أنفسنا: هل كلّ أفكارنا ناتجة عنّا؟ أم هل هناك من يهمس في آذاننا؟ تعرفون ذاك الصوت الذي يقول لكم إنّكم لستم مؤهّلين كفاية، أو الذي يقول إنّ الأمور لن تتحسّن ولن تُحلّ… وذاك الصوت الذي يزرع أفكاراً سلبية في رؤوسكم، تحديداً في الصباح لدى استيقاظكم والتزامكم بالبقاء إيجابيين طوال النهار. نحن نُجرّ إلى القلق والسلبيّة كلّ يوم!

المجرّب وشياطينه ليسوا في الجنّة. إنّهم موجودون، ونعرف أنّهم قد يسكنون أشخاصاً كما قرأنا في الكتاب المقدّس، لذا من المنطقيّ أن نعتقد أنّهم هنا معنا، وأنّ واجبهم يقضي بإبعادنا عن الدرب الصحيح وبإقلاقنا.

كيف نحمي أنفسنا من الشيطان؟

أصبحنا نعرف أنّ الشيطان يجرّبنا، كما جرّب آدم وحواء أيضاً. فلنواجه الأمر: إنّه يجوب الأرض! أمّا نحن فعلينا أن نحافظ على أفكارنا وأن نتنبّه لما نفكّر فيه. كما وعلينا أن نتفادى الاستماع إلى ذاك الهمس الذي يملي علينا أموراً سيّئة أو مبنيّة على الخوف. فإن انتابتنا إحدى الأفكار السيّئة التي تتآكلنا، فلنمحُها ولنستبدلها بالحقيقة، بما أننا نخدم إلهاً قويّاً يحبّنا ويكافىء من يبحثون عنه. من هنا، علينا أن نناضل يومياً لعدم السماح للشيطان بتحوير الحقيقة وزرع الخوف في أرواحنا. إنّها مهمّة يوميّة. ولِمن طرح على نفسه سؤال “كيف أحافظ على أفكاري؟” نقول: بقوّة الروح القدس، وعندها كُن متأكّداً أنّك ربحت الحرب!

إن فهمنا حقيقة ما يحصل وعرفنا أنّه علينا حماية عقولنا وقلوبنا، يمكننا أن نثق بأنّ حياتنا ستتغيّر. الله معنا، وقد زوّدنا بالأدوات التي نحتاج إليها لعيش حياتنا بدون سلبيّة وقلق وخوف. فلنحافظ على أفكارنا، وعندما تتبادر فكرة سيّئة إلى عقلنا، لنذكّر الشيطان أنّنا أبناء الله، وأنّ الروح القدس ساكن فينا، وأنّ الله وعدنا بأنّنا نستطيع كلّ شيء بمساعدته.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير