Angelus 30 August 2015

PHOTO.VA

البابا فرنسيس: "في القدرة على الإصغاء تكمن جذور السلام"

قبيل صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 17 تموز

Share this Entry

“أن تقوم باستقبال ضيف في منزلك فذلك لا يتطلّب أمورًا كثيرة بل أمر واحد هو مطلوب: أن تصغي إلى الضيف وأن تسمع أفكار قلبه حتى يشعر بأنه في كنف عائلة”. هذا ما قاله البابا فرنسيس يوم أمس قبل أن يصلّي صلاة التبشير الملائكي مع كل الحاضرين في ساحة القديس بطرس يوم الأحد 17 تموز. علّق الأب الأقدس على إنجيل اليوم بحسب القديس لوقا، الذي يذكّر بقصة مارتا ومريم اللتين استقبلتا يسوع في منزلهما متحدّثًا عن فضيلة الضيافة.

وفسّر البابا: “كانت مارتا تنشغل بأمور كثيرة وكادت أن تنسى حضور ضيفها الذي كان يسوع وهذه كانت المشكلة”. وتابع البابا ليقول بإنّ الضيف – أيّ ضيف وليس يسوع فحسب لا يحتاج لأن يُخدَم ولأن نقوم بإطعامه بل الأهم من كل ذلك هو أن نصغي إليه”. فمن خلال الإصغاء يمكننا استقبال الضيف كشخص بتاريخه وقلبه المملوء بالمشاعر والأفكار حتى يشعر بحق بأنه في كنف عائلة. وعندما نفشل في القيام بذلك فإنه أشبه بمعاملة الضيف كصخرة.

هذا وركّز البابا على أنّنا يجب أن نصغي إلى الضيف قائلاً: “بالطبع إنّ الجواب الذي أعطاه يسوع إلى مارتا عندما يقول لها بإنّ الأمر الضروري هو واحد، نجد معناه في الإصغاء إلى كلمة يسوع بذاته، الكلمة التي تنير وتحافظ على كل ما نحن عليه وما نعمله. فمثلاً إن كنا ذاهبين للصلاة أمام المصلوب ونتكلّم من دون توقّف ثم نغادر فعندئذٍ نحن لم نصغِ إلى يسوع. لم نسمح له بأن يتحدّث إلى قلوبنا”.

أن نخسر الفضيلة

قال البابا فرنسيس بإنه عندما نفهم الضيافة بهذا الشكل مع التشديد على الإصغاء بهدف أن نحترم شخص الضيف نرى بأنّ تلك هي فضيلة مسيحية وإنسانية و”فضيلة تعرّضنا لأن يتمّ التخلّي عن ذاتنا”. يوجد بيوت كثيرة لاستقبال الضيوف والعديد من أشكال الراحة إنما “في تلك الأمكنة الضيافة الحقيقية لا تُعاش بشكل صائب”.

إنها قصص المرضى والمهمّشين واللاجئين التي نحن مدعوون إلى الإصغاء إليها. حتى في المنزل الواحد وفي كنف عائلة واحدة يبدو لنا أسهل أن نخدم وأن نهتمّ بأمور كثيرة عوض الاصغاء والترحيب بالضيف. نحن اليوم منشغلون جدًا وعلى عجلة من أمرنا ونواجه الكثير من المشاكل التي معظمها يبقى غير مهمّ فنفقد القدرة على الإصغاء. نحن منشغلون باستمرار ومن هنا لا نملك الوقت للإصغاء”.

ثم حوّل البابا تأملاته إلى طرح سلسلة من الأسئلة: “أنت أيها الزوج، هل لديك وقت للإصغاء إلى زوجتك؟ وأنتِ أيتها الزوجة، هل لديكِ الوقت للإصغاء إلى زوجك؟ أنتم أيها الأهل، هل لديكم وقت للإضغاء إلى أولادكم أو إلى آبائكم الكبار في السنّ؟ إنّ الأجداد هم بأكثر حاجة إلى إصغائنا”. ثم ختم بالقول: “أنا أسألكم أن تصغوا وأن تكرّسوا المزيد من الوقت من أجل ذلك. في قدرة الإصغاء تكمن جذور السلام”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير