War and peace - Pixabay - Peggy-Marco

منطق الانتقام ومنطق السلام

سمعتم أنهُ قيل عين بعينٍ وسنّ بسنٍّ. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشرَّ. بل مَنْ لطمك على خدّك الأيمن فحوِّل لهُ الآخر أيضًا. ومَنْ أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فأترك لهُ الرِداءَ أيضًا….” (متى الفصل الخامس) في خضم مرارة الظلم الذي […]

Share this Entry

سمعتم أنهُ قيل عين بعينٍ وسنّ بسنٍّ. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشرَّ. بل مَنْ لطمك على خدّك الأيمن فحوِّل لهُ الآخر أيضًا. ومَنْ أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فأترك لهُ الرِداءَ أيضًا….”
(متى الفصل الخامس)
في خضم مرارة الظلم الذي يعاني منه الكثيرين حول العالم و شرقنا خصوصاً ، تأتي وصية الرب أعلاه و كأنها غير قابلة للتطبيق … محتواها قد يبدو أنه يحمل ما هو أضعف من منطق سلام : إنه منطق إستسلام فيه نصرة الشر على الخير… بيد أن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من البشر على ما يقول الرسول بولس. أما القديس أغسطينوس فيؤكد “أن الشريعة الموسوية التي جاء فيها “عين بعين وسن بسن”، تحد من روح الغضب لأنها تطالب بألا يزيد الانتقام عن مقدار الضرر الذي أصاب الشخص. لكن السلام الكامل فهو في عدم الانتقام.” فأن نقابل العنف بالعنف نكون كم من يقابل الكبريت بالوقود… أما في منطق الرب المعادلة بسيطة: فالعنف ينبع من الشيطان، والسلام ينبع من الله… ومن هو الأقوى، الله أم الشيطان؟؟؟ إن انتصار منطق المحبة على كل أشكال الموت مؤكد… لذلك حينما ننظر إلى معركة الصليب في مساء يوم الجمعة العظيمة، ونسأل أنفسنا من هو الأقوى يأتي أحد القيامة ليحسم الجواب!!!
في هذه الوصية أعلاه، يطلب الرب من أبنائه الإنفتاح على نعمة المسيح المخلصة، فبقوة بره ، قداسته ووداعته: الفوز في كل معارك الحياة و الرقي في شهادةٍ تقلب موازين القوى لصالح منطق ثقافة المحبة و السلام. عندها سنختبر قوة الانتصار الحقيقي حتى وسط صرخات من يتوهمون انتصار شرهم… هؤلاء: شرهم سينقلب عليهم ” فهل يجتنى من الشوك عنب ، أومن العوسج تين”؟؟؟ أما المتسلحين بمنطق الوداعة سيختبرون يوما فيوما غلبة الخير على الشر!!!
يقول الكتاب : “… عمَّال الإثم : إنهم مثل الحشيش سريعاً يُقطَعون ومثل العشب الأخضر يذبلون … انتظر الربَّ واصبر لهُ … وكُفَّ عن الغضب واترك السخط لأن عاملي الشر يُقطَعون والذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض. بعد قليل لا يكون الشرير. تطَّلع في مكانهِ فلا يكون. أما الودعاء فيرثون الأرض ويتلذذون في كثرة السلامة (المزمور السابع والثلاثون).

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير