“إنّ الوضع معقّد ونحن نسمع العديد من القصص المتناقضة. لكنّ الأمر الوحيد الذي نعرفه هو أنّ السكّان هنا يعانون ويموتون”. بهذه الكلمات، عبّرت الأخت آن-فرانسواز الفرنسية من الراهبات الكرمليات المحصّنات في حلب عن فداحة الوضع في سوريا، عبر اتّصال هاتفي مع منظّمة “عون الكنيسة المتألّمة” الكاثوليكية.
وبناء على ما كتبته مارتا بيتروسيلو من القسم الإنكليزي في زينيت، يقع دير الراهبات الكرمليات في ضواحي حلب، وهو يضمّ 4 راهبات سوريّات واثنتين فرنسيّتين. وقد أوت الراهبات عدداً من العائلات اللاجئة في مبنى تابع للدير، وهنّ يزوّدنها بما هو متاح لهنّ. “الآن، الأفقر حالاً هم من بقوا في حلب، بما أنّ العديد من المسيحيين تركوا المدينة في السنوات الماضية، ونحن نعيش بلا مياه ولا كهرباء”.
وبدون أيّ شكّ، إنّ الراهبات خائفات أيضاً، إلّا أنّهنّ مصمّمات على البقاء قرب السكّان. “كيف يمكننا أن نتخلّى عن هؤلاء السكان خلال معاناتهم؟ إنّ وجودنا بغاية الأهمية بالنسبة إليهم، بما أنّنا نزوّدهم بالقوّة والشجاعة عبر صلاتنا، وهذا هو الأهمّ”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ عدد السكان المسيحيين تدنّى من 160 ألفاً إلى 40 ألفاً في حلب، ممّا يحمل الأخت آن-فرانسواز على القول: “إنّ أرض المسيح ستخسر مسيحيّيها”. من هنا، أطلقت الراهبات نداء للمجتمع الدولي ولجميع مسيحيّي العالم وقلن: “ارأفوا بآلاف الأشخاص الذين تقضي عليهم الحرب، ونرجوكم ألّا تنسونا. نحن بحاجة إلى صلواتكم وإلى مساعدتكم العمليّة”.