Pope at Santa Marta - L'Osservatore Romano

البابا يحثّ المسيحيين على عدم الخوف من كلّ شيء

خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

خلال عظته الصباحية التي ألقاها اليوم من دار القديسة مارتا، حثّ البابا فرنسيس المسيحيين على عدم الخوف من كلّ شيء قائلاً “إنها خطيئة تشلّ وتنزع منّا الرجاء”، بناء على ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.

وضمن تعليقه على القراءات الخاصة بالطقس اللاتيني لليوم، شجّع الحبر الأعظم المسيحيّ على عدم التخلّي عن طريق الصواب هرباً من المسؤوليات، مؤكّداً أنّها خطيئة تمنعنا من التقدّم، ومشيراً إلى أنّ “الهاربين من مسؤوليّتهم هم من يعودون إلى الخلف ومن يحمون أنفسهم ويخشون المخاطرة، مُبقين على حذرهم”. وحذّر البابا من هذا التصرّف لأنّه يشلّ ويجعل المرء ينسى جميع النعم التي تلقّاها، ويسلبه الرجاء لأنه يمنعه من التقدّم. “إنها خطيئة ضدّ الذاكرة والشجاعة والصبر والرجاء”.

الفرح والصلبان

في سياق عظته أيضاً، أشار الأب الأقدس إلى ثلاثة أزمنة في الحياة المسيحية: الماضي والحاضر والمستقبل. وقال إنّه على المرء التذكّر بداية، لأنّ الحياة المسيحية لا تبدأ اليوم، بل تتتابع اليوم. والتذكّر يشمل كلّ شيء، اللحظات الجيّدة كما السيّئة، مع وضعها أمام الله. “لا يمكن فهم الحياة المسيحية، بما فيها الحياة الروحية لكلّ يوم، بدون ذاكرة. وليس هذا فحسب: لا يمكننا العيش بالطريقة المسيحية بدون ذاكرة؛ ذاكرة خلاص الرب في حياتي، وذاكرة مشاكلي، وكيف أنّ الله أنقذني من تلك المشاكل… وهنا نجد الأفراح والصلبان”.

وتابع الأب الأقدس قائلاً: “كما وأنّه لا يمكن عيش الحياة المسيحية بدون النظر إلى المستقبل برجاء: نحن ننتظر شيئاً ما… أو لقاء ما مع الرب. في الواقع، مَن عليه المجيء سيصل بدون تأخّر”.

وعن الحياة، قال أسقف روما إنّها تمرّ. “عندما نكون شباباً، نظنّ أنّه لدينا الكثير من الوقت أمامنا، فتعلّمنا الحياة تلك الجملة التي نردّدها بلا انقطاع: كم يمرّ الوقت بسرعة”.

وتابع الحبر الأعظم عظته عبر دعوة الجميع لعيش الحاضر الذي غالباً ما يكون مؤلماً وحزيناً، بكلّ حزم وقدرة على التحمّل، أي بصراحة وبلا خجل، مع تحمّل أحداث الحياة بصبر وشجاعة. ثمّ حثّ المسيحيين على عدم البقاء في مكانهم بلا حراك، لأنّ هذا الأمر لا يجعلهم يكبرون.

في الختام، تمنّى البابا أن يجعلنا الله نكبر بالذاكرة وبالرجاء، وأن يمنحنا كلّ يوم الشجاعة والصبر ويحرّرنا من الهرب من المسؤولية ومن الخوف من كلّ شيء ومن الأذهان المحدودة، لأنّ من يريد أن يربح حياته عليه أن يخسرها”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير