مع اقترابنا من عيد الميلاد المجيد، نسمع دائماً من كهنتنا ومرشدينا الروحيين جملة “الاستعداد للعيد”. لكن ماذا تعني هذه الجملة بالنسبة إلينا نحن المؤمنين؟
إن بحثنا عبر المواقع الإلكترونية التي لا تُحصى عن “كيفية الاستعداد للميلاد”، نرى مقالات وأفكاراً وصوراً حول العديد من الأشياء المادية، بدءاً من تزيين الشجرة والمنزل ووضع الأنوار والمغارة، والأشغال اليدوية وتحضير الحلويات والطعام الخاص بالعيد عبر وصفات، وصولاً إلى شراء الهدايا والثياب…
وفيما يمكن لكلّ هذه النشاطات أن تساعدنا على الاحتفال بالعيد بشكل أفضل، إلّا أنّه من المهمّ جداً ألّا ندعها تلهينا عن الهدف الحقيقي والأساسي لهذه الفترة، ألا وهو الاستعداد لتجسّد ابن الله!
فبرأي الأب مايك شميتز الذي ورد في مقال أعدّته هيلاري ماست ونشره موقع كاثوليك نيوز آيجنسي الإلكتروني، “من السهل جداً أن يتغاضى الناس عن كون أهمية زمن المجيء تكمن في كونه زمناً للتوبة، وعن أنّ الكنيسة تطلب منّا أن نصلّي وأن نصوم وأن نقوم بأعمال رحمة أو أعمال خيرية مع الآخرين”.
وفيما هذه الجملة قد تُفقد الكثيرين حماستهم الخاصة بهذه الفترة لاعتقادهم أنّها تعني “لا تستمتعوا كثيراً وتذكّروا أنّه عليكم التوبة والتكفير”، إلّا أنّ التوبة والتكفير والصلاة والصوم والمساعدة كلّها جزء من التحضير للميلاد!
“أمّا أسهل طريقة ليستعدّ بها الكاثوليك فهي تقضي بالتوجّه إلى كرسي الاعتراف خلال زمن المجيء. فخلال هذه الزمن، لا يُطلب من المؤمنين فقط أن يُعِدّوا أنفسهم للاحتفال بالعيد، بل هم مدعوّون أيضاً للاستعداد للقاء يسوع في آخر الأزمنة”.
ويضيف الكاهن أنّ الطرق الأخرى تقضي بالبحث عن وسائل لخدمة الآخرين ومساعدتهم (كالبحث عن عائلة معوزة مثلاً و”تبنّيها” عبر تأمين الهدايا لها والغذاء)، بالإضافة إلى الشعور بالامتنان حيال كلّ ما لدينا، حتّى وإن كانت أمور أخرى تنقصنا بعد!
وهناك أيضاً طريقة أخرى للاستعداد للعيد، وهي تقضي بالبحث في الخيارات المُتاحة لنا لنجد ما قد يساعدنا على إيجاد أمثولة تحمل الكثير من المعاني والذكريات لعائلاتنا خلال هذه الفترة، كالتمعّن بحياة بعض القدّيسين والتنبّه لأعيادهم، أو حتّى مشاهدة أفراد العائلة معاً للأفلام الغنيّة بالمعاني الروحيّة ومساعدة الآخرين.
وفيما جعل الأولاد يشاركون بوضع الزينة والصلاة والذهاب إلى الكنيسة ومساعدة الآخرين أمور بغاية الأهمية، فإنّها تساعدنا وتساعدهم على تعزيز العلاقة مع الله، والتنبّه “لجمال التركيز على التحضيرات للعيد بصمت كي نسمح لله بأن يخاطبنا”.