كلمة الإنسان تستعمل غالبًا للمدافعة عن الخير، والشّرّ…
أمّا كلمة الله، فلا تدافع إلّا عن الحقيقة ….
أبونا يعقوب الكبّوشيّ
كلمة اللّه حقّ، وحريّة…
كلمة الله ثبات، وقوّة…
“إذا ثبتّم في كلامي ، صرتم تلاميذي، تعرفون الحقّ، والحقّ يحرّركم…”(يو 8: 31-32)
كلمة اللّه بذور نعمٍ، غرسها فينا حبّه الكبير، لننبت خيرًا، وفرحًا…. أمدّنا بصولجان القوّة، وبجبروت إيمانيّ نابع من سخاء قدرته فينا، لنحيا الأمان، والسّلام… لنستطيع الاحتماء بخوذة الخلاص، وبدرع محبّته…
يعتبر الكبّوشيّ أنّ كلمة الإنسان تهتمّ بالأمور الحاضرة، وكلمة الله تُعنى بالأبديّة، كلمة أهل العالم قادرة أن تحرّك الشّهوات، وكلمة الله تقمعها، وتحرّك الميل إلى الفضيلة…يؤكّد أبونا يعقوب أنّ كلمة الله لها قدرة لا تحدّ، هو قال، فكان كلّ شيء.
كلمة الله تحيي، أنّها خبز حياتنا …
صوت الله في آذاننا دومًا، لكن ضجيج ما نعيشه يمنعنا من الإصغاء إلى عذوبته..
صوت الله نغمات نِعمٍ، تبدّد من حياتنا وهم ما نحياه من ضوضاء، وضياع..
كلمة الله تمدّنا بالقوّة، والجرأة … تساعدنا لبلوغ ذاك النّضوج الإيمانيّ الّذي يبدّد الخوف ، وذاك الجهاد الرّوحيّ الّذي يزوّد نفوسنا بأسلحة خيّرة…
كلمة الله ، شجاعة كلّ مدافع عن الحقّ…
لأنّه إله الخير، لن يمدّنا إلّا بالخير…
وحدها كلمته تقدر أن تخمد سهام الشّرّ كما يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس : ” شدّوا أوساطكم بالحقّ، والبسوا درع البرّ، وانعلوا أقدامكم باستعداد، لإعلان إنجيل السّلام. إحملوا في كلّ حين ترس الإيمان، به يمكنكم أن تخمدوا سهام الشّرير الملتهبة” (أف6 : 14-15-16)
الرّبّ يقف عند أبواب قلوبنا، يقرع، ويهمس فيها نبض روحه، ليحييها بالحبّ، والطّمأنينة ، وينتظر سؤالنا ليستجيب…
أشعل فينا يا ربّ نار الإيمان، ومدّنا بتلك الجهوزيّة الدّائمة، والنّابعة من صفاء الرّوح، والقلب، لنستطيع الإصغاء إلى بركة كلمتك، وإلى ترقّب فرح لقياك…