وُلِدَ لويس مرتان في بوردو سنة ١٨٢٣ ، وكانَ والِدُهُ ضابطاً في الجيش. شعَرَ بالدَّعوة إلى التكرُّس الرُّهباني وهو في العشرين من العمر. وعندما طلبَ الدخول إلى الدير رُفِضَ بسبب جَهلِهِ للغة اللاتينيَّة. وفي سنة ١٨٥٠ فتَحَ مَشغل سَاعات في ألنسون.
وُلِدَت مَاري زيلي غيرين في غاندلين سنة ١٨٣١ ، وهي إبنة رجُلٍ عَسكري. وفي سنّ الثامِنة عَشَرَة طلبَت من رئيسة راهبَات المحبَّة في ألنسون أن تدخلَ الدَّير، لكنَّ طلبَهَا رُفِضَ بَعد التأكُّد من أنَّ الله لا يريد منها أن تتكرَّس للحَيَاة الرّهبانيَّة. وفي ربيع ١٨٥٨ التقت لويس مرتان. وهناكَ بدأت مسيرة جديدة من حَيَاتهما. في السنة ذاتِهَا تزوَّجَا ووهَبَ اللهُ فيها ٩ أولاد، ماتَ منهم أربَعَة في سنٍّ مبكرة، وقد تكرَّسَت الفتيَات الخمس الباقيَات للرَّب في الدَّير وهم: ماري وبولين تريز وسلين في كرمل ليزيو، وليوني في دير الزيارة في كان.
لا يمكننا أن نُنكِر أنَّ الحَيَاة الروحيَّة داخل الخليَّة العائليَّة كانت تلك الخميرة التي أنضجَت الدَّعوة إلى الحَيَاة الرّهبانيَّة لدى الفتيَات الخمس. فعَائِلة مرتان كانت تشارك في القدَّاس يوميّاً، وتمارس الأسرار خاصَّة الإعتراف والمناولة، والسجود للإفخارستيّا، كمَا وأنَّهَا كانت تخدمُ الفقراء.
ماتت زيلي مَرتان سنة ١٨٧٧ وعمرهَا ٤٦ سنة.
تقبَّلَ لويس مرتان المأساة في بيتِهِ بألم شديد: لكنَّ إيمَانهُ كان قويّاً. فرافقَ بَناتهُ حتى سنة ١٨٩٢ حين ضربَهُ مرض في رأسِهِ وأعصابهِ، وماتَ سنة ١٨٩٤ ولهُ من العمر ٧١ سنة.
أعلنهم البابا بنديكتوس السادس عشر طوباويَّين في ١٩ اكتوبر / تشرين الأوَّل ٢٠٠٨، وأعلنَ يَومَ تذكارهما السنويّ في ١٢ يوليو / تمّوز وهو اليَوم الذي احتفلوا فيهِ بسرّ زواجهمَا المقدَّس.
أعلنهم البابا فرنسيس قديسان في ١٨ اكتوبر / تشرين الأوَّل ٢٠١٥ .
صلاة
اللهمّ، يا من أعطيت للقدِّيسين لويس وزيلي مرتان نعمة أن يتقدّسا كزوجين وأبوَين إمنحنا بشفاعتهما أن نعرفَ أن نحبّك ونخدمك بأمانة فتكون قداسة حياتهما مثالا لكلّ واحدٍ منا. بربّنا يسوعَ المسيح ابنك الإله الحَيّ المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
