” يحبّني أكثر من محبّته لمجده، ولنعيمه، وكأنّ القربان وُجد لي، وأنا غايته! عند المناولة، أملكه بكامله كما هو في السّماء، ومع كلّ كنوزه، وفضائله. ما أعظم حظّي حقًّا! لم أعد أحسد الرّسل، ولم أعد أحسد أحدًا ممّن عاش معه على الأرض.
باركي يا نفسي الرّبّ!”
أبونا يعقوب
هذا ما عبّر عنه أبونا يعقوب في إحدى عظاته… كان على يقينٍ كامل أنّ الرّبّ حاضرٌ في سرّ القربان… عاش الكبّوشيّ شوقًا كبيرًا في الصّلاة، والسّجود أمام القربان الأقدس، فعبادته للقربان كانت شديدة التأثير في المصلّين معه… وهذا ما عبّرت عنه إحدى الرّاهبات قائلة:
“علّمنا حبّ الصّلاة من خلال السّاعات التي كان يقضيها ساجدًا أمام القربان الأقدس، الذي كان له عبادة خاصّة في قلبه ساندًا رأسه بين يديه، لدرجة أنّه لم يكن يشعر بالوقت الذي يمرّ. كنّا نراه إنسانًا مخطوفًا، ومسحورًا بالله.”
لأنّه عاش سرّ يسوع المحبّ، الذي يتوق دومًا إلى ملاقاتنا، والمكوث بيننا.
اعتبر أنّنا نرى في سرّ القربان نار الحبّ مشتعلة، من أيّ جهةٍ نظرنا إليه. لأنّ يسوع يحبّ الاتحاد بموضوع حبّه، ويصنع الخير لمن يحبّه، لأنّه يريد فرحه. يسوع يريد أن يُقبِلَ محبوبُه إليه، ليضمَّه إلى حضن حبّه. أراد يسوع أن يكونَ الذّبيحة، ليُحييَ من يحبّ.
وهنا نرى القديسة الأمّ تريزا تلتقي بالكبّوشيّ لتقول: “الإفخارستيّا أكثر من تناول المسيح ببساطة: الافخارستيّا تشبع جوعنا، المسيح يدعونا : تعالوا إليّ. المسيح جائعٌ للحبّ.”
المسيح حبّ، وبوجوده في سرّ القربان يرافق القلوب ويحييها، وينشر فيها طيب الحلاوة…
ساعدنا ربّي كي نبادلك الحبّ…
“ذوقوا تروا ما أطيبَ الرّب! هنيئًا لمن يحتمي به.” (المزامير 34/9)
إنّه سرّ الحبّ… إنّه سرّ الحياة…
ساعدنا ربّي كي نحيا فرح هذا السّرّ بأبعاده العظيمة، لنعرفَ أنّك الحبيب الدّائم بالقرب منّا… ساعدنا كي نقترب منك، ونتّحد بك قربانَ حبّ، لنحتفل معك بالوليمة الرّوحيّة، ونحيا معك حياةً أبديّة.