CC0 - Zenit.org

العائلة هي صورة الله الثالوث. قراءة في الإرشاد الرسولي "فرح الحب" (1)

بعد طول انتظار، دام سنتين سينودوسيتين، صدر اليوم الإرشاد الرسولي “فرح العائلة” للبابا فرنسيس. يحمل الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس تاريخًا رمزيًا هامًا هو الـ 19 من أذار، عيد القديس يوسف، شفيع العائلة. الإرشاد واسع إذ يتألف من 325 رقمًا، والنسخة الإيطالية […]

Share this Entry

بعد طول انتظار، دام سنتين سينودوسيتين، صدر اليوم الإرشاد الرسولي “فرح العائلة” للبابا فرنسيس. يحمل الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس تاريخًا رمزيًا هامًا هو الـ 19 من أذار، عيد القديس يوسف، شفيع العائلة. الإرشاد واسع إذ يتألف من 325 رقمًا، والنسخة الإيطالية الرسمية تتألف 264 صفحة. وقد شرح البابا أن هذا التوسيع كان ضروريًا نظرًا لكثرة وعمق المسائل التي تمت معالجتها خلال السينودسين الذين تطرقا إلى موضوع العائلة.

سنستعرض في سلسلة من المقالات سننشرها في الأيام المقبلة المواضيع الأساسية التي يعالجها الإرشاد الرسولي الذي يشاء البابا فرنسيس من خلاله أن ننظر إلى مسألة الحياة العائلة “لا كمشكلة، بل كمورد” (فرح العائلة، 7).

*

يبدأ الفصل الأول من الإرشاد الرسولي بالكلام عن العائلة في الكتاب المقدس. فالأسفار المقدسة “مليئة بالعائلات، بالأجيال، بقصص الحب وبالأزمات العائلية، بدءًا من الصفحة الأولى”… صفحة آدم وحواء، وصولاً إلى الصفحة الأخيرة، صفحة حرب الحمل.

ويسوع بالذات يتحدث عن العائلة، انطلاقًا “من البدء”، عندما خلق الإنسان ذكرًا وأنثى. ولذا يذكر البابا بآية سفر التكوين (2،24): ” لذا يترك الإنسان أباه وأمه ويتحدث بامرأته، ويضحيان جسدًا واحدًا”.

فما يفاجئ في سفر التكوين أن صورة الله تتجلى في الثنائي “الذكر والأنثى”. هل هذا يعني وجود الجنس في كيان الله؟ بالطبع لا! فالكتاب المقدس رفض كل أشكال الأوثان المجنسة. المقصود هنا هو أن “خصب الثنائي البشري هو صورة حية وعلامة مرئية للعمل الخالق”.

“الثنائي الذي يحب ويلد الحياة هو الـ “تمثال” الحق والحي (لا التمثال الحجري والذهبي الذي ترفضه الوصايا العشر)، القادر أن يُظهر الله الخالق والمخلص. لهذا فالحب الخصب يضحي رمزًا لحياة الله الباطنية.

إمكانية الإيلاد في الثنائي البشري هي السبيل التي من خلالها ينمي تاريخ الخلاص.

هذا ويشرح البابا يوحنا بولس الثاني أن “إلهنا، في سره الأعمق، ليس وحدة، بل عائلة، لأن في كيانه هناك الأبوة، البنوة وجوهر العائلة الذي هو الحب. هذا الحب، في العائلة الإلهية، هو الروح القدس”.

ويتطرق البابا إلى الصفحة الأخرى التي يتحدث عنها يسوع، الصفحة التي تتحدث عن “عون يناسبه”، عون يساعده لكي يتجاوز الوحدة التي لم تتمكن الحيوانات من معالجتها. فلقاء وجه الآخر، وجه “الأنت” الذي يعكس الحب الإلهي هو أول الخيرات. والوحدة بين الرجل والمرأة تذكرنا بالوحدة التي يعيشها المؤمن مع الرب (راجع مز 63، 9).

وبالحديث عن الخصب، أشار البابا أن كلمة ابن بالعبرية (بِن) ترتبط بكلمة “بناء” (بَنَا). فالأبناء يبنون البيت. ونرى هذا الربط في المزمور 127 حيث نقرأ: “ان لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون.ان لم يحفظ الرب المدينة فباطلا يسهر الحارس… هوذا البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن اجرة. كسهام بيد جبار هكذا ابناء الشبيبة. طوبى للذي ملا جعبته منهم”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير