popesprayer.net-CAFOD - Photo Library

البابا: الصلاة هي نفَس المسيحيّ -2

مقتطفات من كتاب: الصلاة، نفَس الحياة الجديدة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“الصلاة هي نفَس المسيحيّ ولا يمكننا التوقّف عن التنفّس” هذا ما كتبه البابا فرنسيس في كتاب نشرته إصدارات الفاتيكان بعنوان “الصلاة، نفَس الحياة الجديدة” وهو عبارة عن خطابات تلاها البابا حول الصلاة وقد كتب المقدّمة البطريرك الأرثوذكسي كيريل من موسكو. ننشر اليوم الجزء الثاني منه على موقع زينيت وهي مقتطفات من الكتاب بعد أن كنّا قد نشرنا الجزء الأول يوم أمس.

(…) “لطالما نحن المسيحيين بحثنا عن الصور والرموز من أجل التعبير عن هذه العطية الكبيرة. نحن مختلفون إنما نحن نشكّل الكنيسة. وهذه الوحدة هي وحدة المحبة، التي لا تقيّدنا ولا تهيننا ولا تحدّنا، إنما هي تقوّينا وتبنينا معًا وتجعلنا أصدقاء.

إنّ ليسوع تعبير جميل في الإنجيل: “والحياة الأبديّة هي أن يعرفوك أنت الإله الحقّ وحدك، ويعرفوا الذي أرسلته، يسوع المسيح” (يو 17: 3). إنه هو بنفسه من يقول لنا أنّ الحياة الحقيقية هي اللقاء مع الله؛ وأنّ اللقاء مع الله هو معرفته.

ثم نحن نعلم من الكتاب المقدس أنّه لا يمكن معرفة أحد من خلال العقل فحسب لأنّ المعرفة تعني المحبة. وإنها حياة الله التي مُنِحَت لنا: “الرجاء لا يخيِّب صاحبه، لأنّ محبة الله أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهب لنا” (رو 5: 5). لا يسعنا القول سوى أنّ الحياة الجديدة هي الإفساح المجال للآخر باكتشافنا، الانتماء إليه وجعل الجميع ينتمون إليه. الانتماء يعني أنّ كلّ شخص هو للآخر.

هذا يذكّرني بما تقوله عروس نشيد الأناشيد: “حبيبي أنت لي وأنا لك (نش 2:16). يوم بعد يوم، يتمّم الروح القدس صلاة يسوع للآب: “لا أدعو لهم وحدهم، بل أدعو أيضًا للّذين يؤمنون بي عن كلامهم. فليكونوا بأجمعهم واحدًا: كما أنت فيّ، يا أبتِ، وأنا فيك، فليكونوا هم أيضًا فينا، ليؤمن العالم بأنك أنت أرسلتني” (يو 17: 20 – 21).

إنّ إحدى أقدم الصور هي تلك التي استخدمها القديس بولس للتعبير عن هذا الانتماء إلى الحياة، ألا وهي الجسد، ورأسه هو المسيح ونحن أعضاء فيه “فأنتم جسد المسيح وكلّ واحد منكم عضو منه”. (1 كو 12: 27).

هناك بعض الوظائف الرئيسية في جسم الإنسان مثل نبضات القلب والتنفّس. أحبّ أن أتخيّل أنّ صلاتنا الفردية والجماعية للمسيحيين هي تنفّسنا، نبضات قلب الكنيسة، الذي يبثّ قوّته في خدمة من يعمل ويدرس ويعلّم؛ الذي يجعل معرفة الأشخاص المعلَّمين مثمرين ومن الأشخاص البسطاء متواضعين؛ الذي يمنح الرجاء إلى المثابرة مع من يحارب الظلم”.

الصلاة هي قبولنا بالربّ، بحبه الذي يلفّنا: إنها استقبال الروح القدس الذي لا يكلّ أبدًا من فيض الحبّ والحياة على الجميع.

كان يقول القديس سيرافيم ساروف، معلّم روحيّ عظيم في الكنيسة الروسية: “الحصول على روح الله هو النهاية الحقيقية لحياتنا المسيحية، إلى درجة أنّ الصلاة والسهرات الروحية والصوم والصدقة وكلّ الأعمال الفاضلة الأخرى التي تمّت باسم المسيح ليست سوى وسيلة للتحقيق من هذه الغاية” (سيرافيم ساروف، حوار مع موتوفيلوف). لا يدرك الإنسان أهميّة التنفّس على الدوام، إنما لا يمكننا أن نتوقّف عن التنفّس.

لقراءة الجزء الأوّل من المقالة، إضغط على الرابط التالي:

https://ar.zenit.org/articles/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9-%d9%87%d9%8a-%d9%86%d9%81%d9%8e%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%91-1/

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير