Epiphanie © Vatican Media

حتى لو لم يعجبنا ذلك وحتى لو لم نربح منه شيئاً!

عظة البابا يوم عيد الدنح

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“هل ما زلنا نجيد رفع نظرنا إلى السماء؟ هل نعرف أن نحلم وأن نرغب في الله وأن ننتظر أيّ جديد لديه ليزوّدنا به؟”

تلك هي الأسئلة التي طرحها الأب الأقدس صباح اليوم في عظته التي تلاها خلال قداس عيد الدنح في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

وبحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، حذّر الحبر الأعظم من “الخوف من التحرّك، ومن الاكتفاء والشعور بالوصول المقرون بعدم طلب أيّ شيء آخر من الحياة. فمَن يبحث عن يسوع يجده، لكن للبحث عنه، يجب التحرّك والخروج، وعدم الانتظار بلا حراك بل المخاطرة، لأنّ يسوع متطلّب إذ يقترح على من يبحث عنه ترك أريكته ودفء الموقدة”.

في السياق عينه، أضاف الأب الأقدس أنّه على المؤمنين أن يعطوا مجاناً بدون أن ينتظروا شيئاً بالمقابل… “وأن يفعلوا الخير بلا حساب، حتّى لو لم يطلبه أحد منّا، وحتّى لو لم نربح منه شيئاً، وحتّى لو لم يعجبنا ذلك أو يرضينا”. ولم ينسَ الحبر الأعظم ذكر أنّ “تقديم شيء ليسوع يعني الاعتناء بمريض، أو إعطاء الوقت لشخص صعب المراس، أو مسامحة من أساء إلينا أو مساعدة شخص لا يمكنه أن يُفيدنا بشيء”.

مشاعر قوية لا ترشدنا بل تضلّلنا

من ناحية أخرى، ودائماً خلال عظته الخاصة بعيد الدنح، حذّر أسقف روما من التجارب العديدة كتجربة النظر إلى الأرضيات: “الصحة والقليل من المال وبعض التسلية هو ما يكفي”، قائلاً إنّه “على المؤمن أن يرفع نظره إلى السماء وأن يحلم وأن يرغب في الله وينتظر كلّ ما هو جديد لديه”.

وأضاف: “هناك تجربة النجوم المضيئة التي تخلق مشاعر قوية لا ترشدنا إلى الطريق الصحيح بل تضلّلنا، كالنجاح والمال والفخر والملذّات التي نسعى خلفها على أنّها هدف لوجودنا. إنّها نجوم تلمع إلّا أنّها سرعان ما تقع فيختفي نورها؛ فيما نجمة الرب موجودة دائماً، وهي لا تعد بالمكافآت المادية بل تضمن السلام وتزوّدنا بفرح كبير”.

نحن نتكلّم لكن لا نصلّي

كما وحذّر البابا أيضاً من تجربة من يشعر أنّه مؤمن منذ فترة طويلة، بحيث أنّه يُحاضر حول الإيمان كشيء يعرفه تماماً، لكنّه لا يتكرّس شخصياً للرب. “نحن نتكلّم لكن لا نصلّي، على عكس المجوس الذين تكلّموا قليلاً ومشوا كثيراً، مع أنّهم كانوا يجهلون حقيقة الإيمان”، داعياً المؤمنين إلى “التعب اليومي والتخلّص من الأثقال العديمة النفع، وتقبّل كلّ ما يظهر فجأة على الطريق”.

وبعد الإنجيل، كما جرت العادة، أعلن الشمّاس عن تاريخ عيد الفصح والأعياد الليتورجية خلال السنة: 14 شباط أربعاء الرماد (بحسب الطقس اللاتيني)، الأول من نيسان عيد الفصح، الصعود في 10 أيار، عيد العنصرة في 20 أيار، 31 أيار خميس الجسد، و2 كانون الأول هو الأحد الأول من زمن المجيء.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير