Avatar

Articles par القمص أثناسيوس جورج

آَبَاءُ مَجْمَعِ القُسْطَنْطِينِيَّةِ المَسْكُونِيِّ (٣٨١ م)

التاريخ الفاصل بين مجمع نيقية (٣٢٥ م) وبين مجمع القسطنطينية (٣٨١ م) هو مجرد فاصل صورﻱ، فعلى الرغم من أن المجمع الثاني مستقل عن الأول تمامًا؛ إلا أنه استكمل وتابع ما تم بدايته في نيقية، وكأن تاريخهما وإطارهما التاريخي ومسيرتهما اللاهوتية واحدة، للوصول إلى الحفاظ على وحدة الإيمان؛ وتدوينه في مرجعية مشروحة مفصلة؛ تتلافى الاختلافات والافتراقات العلنية واللاتسامح وافتراءات فساد البدع.

نِيَاحَةُ أَنْبَا بُولاَ أَوَّلِ السُّوَّاحِ

أنبا بولا أول المتوحدين في مصر عمومًا؛ باعتباره قضى حياته كلها في الوحدة دون أن ينزل مرة واحدة إلى العالم، وقد أخبر القديس أنطونيوس الكبير الشيء الكثير عن حياته… كان غنيًا لكنه اختلف مع أخيه على ميراثه بعد موت أبيه؛ فترك كل شيء بإلهام إلهي؛ حيث أرشده الملاك للذهاب إلى البرية الشرقية في جبل يسمى نمرة؛ بينما كان هو متعلمًا ويُتقن الخط القبطي واليوناني؛ لكنه داس على عسل العالم؛ تاركًا الغنىَ والمال بإختياره، مرتميًا في حضن الله؛ بعيدًا بعيدًا في سفح جبل العربة بالبحر الأحمر (دير الأنبا بولا الحالي)، طائعًا مختارًا يعيش الوحدة مع الله، معتمدًا على شجرة نخيل في غذائه، وفي صنع ملابسه من الليف. وهناك لم يرَ وجه إنسان، ساكنًا مع الوحوش والطير؛ في حالة إنسان (فردوس ما قبل السقوط)، ليأتيه طعامه من عند الذي يُطعم الغربان ويعُول الكل.

فِصْحُ يُونَانَ النَبيِّ

تسمي الكنيسة فطر صوم يونان بالفصح؛ لأنه رمز لموت المسيح وقيامته في اليوم الثالث ، فالمسيح استعلن نفسه على فم الأنبياء قبل مجيئه بأجيال كثيرة؛ لأن الله تعهدنا بأنبيائه القديسين، وهو صاحب المبادرة في استعلان حقيقة نفسه، على أساس أنه يعلن ذاته على قدر مستوى نمو وترقي الوعي البشرﻱ وإدراكه على مدى الزمن.

أعْظَمُ مِنْ آيَةِ يُونَانَ النَبِيّ

معجزة خلاصنا هي أعظم من آية يونان النبي ومن كل الآيات؛ هي معجزة تدبير الخلاص العجيب التي أكملت كل المعجزات بإعلان المسيح ربًا وإلهًا وفاديًا ومخلصًا؛ الذي هو فوق الجميع… يعلّم ويعلن بالكلام والعمل والقدوة التي خدم لنا بها الخلاص، فهو المعلم الأبدي الأعلى والفريد للبشرية، وهو الحق المتجسد والنور الحقيقي الذي قدم ذبيحته من أجل خلاص العالم كله، وبه يخلص الجميع من الفساد والزيف والموت. يرد من الظلمة إلى النور؛ ومن الجهالة إلى معرفة مجد اسمه، فاتحًا عيون قلوبنا لتبصر مجده الأعلى… معلمنا الإلهي الذي لا يصيح ولا يسمع أحدٌ في الشوارع صوته؛ لا يطفئ الفتيلة المدخنة ولا يقصف القصبة المرضوضة، وحياته هي قاعدة وقانون ومعيار تقوانا وفضيلتنا، وتعليمه الجديد المجدِّد الذي فَاهَ به؛ يسترجع شبابنا الروحي ويجددنا يومًا فيومًا… يُميت موتنا ويطلقنا من جحيمنا وينقلنا إلى فردوسه؛ ويملك على نفوس الذين أحبوه وقبلوه وآمنوا بخلاصه ودخلوا شركة كنيسته وتمتعوا بأسراره.

السِّيرَةُ النَّارِيّةُ للعَظِيمِ أنبَا أنْطُونْيوس

لا يوجد مصري واحد معروف ومشهور في التاريخ المسيحي كله أكثر من أنطونيوس الكبير؛ بل أن سيرته ملمح من صياغة الهوية المسيحية في التاريخ القديم.. والمعجزة أن ذاك الذي ترك العالم وتحاشَى كل رباطاته؛ وعاش منفردًا في جبل قد صار مشهورًا ذائع الصيت في العالم كله؛ لأنه لم يتكلم عن الإيمان المسيحي؛ ولم يصنع له (دعاية) بلُغة اليوم؛ لكنه بأعماله أظهر إيمانه (تكلم بأعماله وعمل بأقواله).

نِيَاحَةُ القِدّيسِ أنطونيوس أَبيِ الرُّهْبَان فِي العَالَمِ

يُعتبر كتاب سيرة أنطونيوس بقلم البابا أثناسيوس الرسولي من أهم وأقدم الكتابات التي تخص عِلم (الأجيولوچيا)؛ وهو العِلم الخاص بأدب سِيَر القديسين… وفي هذا الكتاب الأسانيد الكتابية التي تفسر كل فعل وسلوك في حياة القديس أنطونيوس المصري أبي الرهبان في العالم كله. ذلك لأن القديس أثناسيوس كلاهوتي بارع أراد أن يوثق كتابيًا كل مبدأ وقول جاء في السيرة العطرة التي لفخر الرهبنة؛ والتي دوَّنها لنا وللأجيال كلها في صورة قصصية وفي شكل رسالة ووسيلة إيضاح للقديس أنطونيوس كناسك إنجيلي؛ واصفًا طريقة حياة أنطونيوس المباركة وأخبار ذكرياته.

درس الوحدة المسيحية

في أسبوع الوحدة المسيحية من كل عام؛ نرى أن جميع الذين يحبون ربنا يسوع المسيح وينتظرون ظهوره؛ يجمعهم هو بشخصه الإلهي ويجعلهم واحدًا فيه؛ لأننا لا نتوقع (حسب الواقع الحاضر) أن نكون كنيسة واحدة متراصّة ذات هيكلية قانونية؛ في ظل مداخلات اعتبارية ترى أن الآخر على خطأ كبير كان أو صغير. كذلك يتوقع البعض أنه من الممكن أن يصير الكل تحت سلطة مركزية واحدة؛ وعصمة إلهية؛ ورؤية أممية أمست من مخلفات عصور مضت.