Avatar

1

Articles par الخوري جان بول الخوري

الله يبحث عنا، مثل الدرهم الضايع (لو15: 8- 10)

يضعنا القديس لوقا في الفصل الخامس عشر من إنجيله، أمام حقيقة رسالة المسيح الخلاصيّة، وذلك في قالب تعليمي مأخوذ من عالم الأمثال، أطلق عليها تسمية أمثال الرحمة. سنعالج في هذه المقالة مثل الدرهم الضائع (لو15: 2-10) حيث من خلاله سنكتشف غيرة يسوع في خلاص النفوس، التي تاهت بشكل خاص في البيت ذاته أي الكنيسة.

الخطوبة مسيرة نحو التأله

أراد الله الآب أن يحيا جميع أبنائه في قداسة إبنه يسوع المسيح، وذلك بواسطة عمل روحه الحيّ في قلوب المؤمنين[1]، ولاسيّما من دعوا الى قداسة سرّ الزواج، وأعني الخطّاب. فبعدما نال هؤلاء ختمه السرّي « ختم الحياة الأبدية»[2] دعاهم الى مسيرة التألّه، التي تبدأ في إعداد صحيح لهذا السرّ العظيم. فكيف بإمكان الخطّاب تحقيق روحانية هذا الإعداد؟ وما هو الدور الملقى على عاتقهم لإنجاح تلك المسيرة المسؤولة؟ وهل بإمكان عائلة الناصرة أن تساعد المدعوين الى الزواج في عيش هذا التألّه؟    

الزيجات المختلطة. مقاربة رعوية

تحتل الزيجات المختلطة حيّزًا هاماً في رعوية الزواج والعائلة، لأنها تُعد حالة فريدة وخاصة وحساسة وإستثنائيّة. لما تحمله من إختلافات جوهرية في فهم الحب وقيمه ومتطلباته وأهدافه. وأهم تلك الإختلافات هو : الدين والإيمان والثقافة والتقاليد.

العائلة تحدٍ دائم

إن لكل حقبة تحدياتها وأولياتها، تبقى العائلة دوما وأبدا التحدي الأكبر والدائم في كل عصر وثقافة ومجتمع، لأنّها الخليّة الأساسيّة والحيّة للمجتمع، وبفضلها تنمو الحياة الإنسانيّة وتزدهر. إلاّ أن  النظريات الفردانيّة أرادت أن تحُدّ من دور العائلة على حساب الشخص، ضاربة بعرض الحائط حياة العائلة وهويتها وماهيتها وبنيتها.

ما معنى أن نقبل في حياتنا منطق الصليب الافخارستي؟

إن اتخاذ إبن الله الطبيعة البشرية وقبوله الطوعي الفداء بشخصه- جسده من على خشبة الصليب (راجع، يو19: 31- 37)، كشف للعيان عن نظرة الله المحبة تجاه الإنسان المخلوق على صورته ومثاله (راجع، تك1: 27) ، أن هذا المخلوق الفريد، يحمل في إنسانيّته حقيقة مستقبله المنتظر، الذي يتحقق ويتم ويكتمل في عيش منطق العطية –المجرّدة، ولكن عن أي عطية نتكلّم؟ إنها الذات المتجلية دوما وأبداً في الحب الفدائي  من أجل اﻵخر المختلف، إنطلاقا من النموذج والمثال والقدوة يسوع المسيح إفخارستيّة الحب، الذي جل للعيون حقيقتنا الحقة، أنا الله حبانا في إنسانيتنا المخلوقة، إمكانيات ومواهب، تسهم في تحقيق هويتنا كبشر بالمسيح يسوع، وهذا التحقق لهويتنا، يتحدّد ويتمظهر في أرض الواقع المختلف والمتشعب والمعقّد، إنطلاقاً بمدى فهمنا وإنفتاحنا وعيشنا للحب الحقيقي، الذي يقودنا بشكل تلقائي ولذيذ الى الشهادة المسيحية.

مونديال القداسة

ربما لأول مرّة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية يوجه قداسة البابا، رسالة يشرح فيها عن معنى الحدث، حيث إعتبره «عيداً يحتفل بالتعاضد بين الشعوب…فرصة للحوار، للتفاهم وللمشاركة…»[1] معتبراً الرياضة، مدرسة سلام «تعلّمنا  بناء السلام»[2]. لذا فلنعلب « بروح الأخوّة الحقيقيّة»[3]، ولكن  هذه المرة على الطريقة “الكنسية”.

العائلة المسيحية درع المجتمع وراية حريته

يعيش شعبنا في الشرق الأوسط حالة من الصراعات الدامية، التي تجرّ بوابل نزاعاتها المنطقة الى المزيد من العبودية والإذلال، حيث  نرى في آن معاً إرباكاً في إيجاد الحلول الناجعة، وجواً مسيطراً على العائلات المسيحيّة والشبّان، يقلّل من أهمية الدعوة، لا بل يُنظر إليها وكأنها واجب إجتماعي- أخلاقيّ، بإمكان أي إنسان أو جمعية علمانية القيام به. وإزاء هذا الواقع نجد أن العائلة كما الأحزاب والدول والمؤسسات الرسميّة في حالة إرباك وضياع، فيتسأل الجميع ماذا بعد؟ من بإمكانه أن ينتشلنا من ثقافة فرعون الجديدة[1]؟