أيُّها الربُ الإلهُ الرَحومُ الحَنون، يا مَانحَ الإيمان والرَجاء والمحبة سلاحاً لي من كُلِ شريرٍ يَتَرَبَصُ فيّ. أطلبُ إليكَ يارب ان تمنَحَ ليّ الرَجاء، وأن تَزرَعَهُ في قَلبيّ الضَعيف الذي يَفقِدُ إلى نَبض الرَجاء، لكي ما بهذا النبض أواجهُ جَميعَ مَصاعِبَ هذهِ الحَياة بكُلِ قوةٍ وفَرحٍ، وأن لا أظهَرَ كَمَظْهَرِ الضُعفاءِ أمَامَ الذينَ فَقَدوا الرَجاءَ في حَياتِهِم. اجعَلني أداةً لرَجَائِكَ الأبوي لأزرَعَهُ في النُفُوسِ التي غَطَتَها المَآسي. إمنحني رَجَائَكَ لكي اسيرَ بنُورِكَ وإرشادِكَ مِنْ خِلالِ نُورِ كَلمَات إنجيلِّكَ المُحيّ. هذا الرَجاءُ الذي مَنحتَهُ لنا يومَ قِيَّامَتِّكَ المَجيدة، إجعلهُ قيامة رجاءٍ لنُفوسِنا، وخاصةً في هذه الأيامِ العصيبةِ التي يمرُّ بها مسيحييو العراق عامةً، ومسيحييو الموصل خاصةً من قتلٍ وتهجيرٍ وطَردٍ من بُيوتِهِم وأراضيهِم التي سَكَنوها قبلَ أي شَعبٍ آخر ساكن فيها الآن. إمنَح يا رب الرجاءَ للقلةِ القليلةِ البَاقيّةِ التي ستكونُ خميرةً لهذهِ الأرض وان يكونَ هذا الرَجاءُ سنداً لَهُم ويُثَبِتَهُم. هذا الرجاءُ الذي مَنحتَهُ يومَ صعودِكَ إلى السماءِ، امنَحني يا ربُّ إياه، أنا العَبدُ الضَعيفُ الذي يَكتبُ هذهِ الكلمات البسيطةِ التي أعبّرُ عنها عن شعوري البنوي تجَاهَكَ يا ربي وأبي السماوي، ثبتني يا رب فإن مَصاعِبَ هذهِ الدُنيا تَتَكَاثَرُ وتَتَلاطَمُ فيّ امواجُهُ من كُّلِ حَدبٍ وصَوب، وهي لا تَرحَمُ أحداً، ولا تُفرِقُ بين أحَد. إجعل الرجاءَ سوراً لي، وشعاراً أُبَشِرُ من خِلالِهِ لِكُلِ مَن فَقَدَ نور الرَجاء في عينهِ، إيُها الرَبُّ الحَنان مَانحَ الرَجاءَ لأبنائِهِ البَشر جَميعاً، أمين.