Avatar

1

Articles par عدي توما

هل صحيح أنّ بولس الرسول ألغى الإنجيل وأتى بإنجيل آخر غير الإنجيل الحقيقيّ؟ الجواب من الآن: نعم ولا

كثيرًا ما يطرحُ علينا غير المسيحيّ، هذا الأمر لغرض الدحض في حقيقة الإنجيل المقدّس .. وفي الواقع وغالبًا ما، يسأل ويُجيب ذاته ولا ينتظر منّا الجواب الصائب. لهذا، في هذا السؤال، سأضع كلمات ٍ بسيطة سهلة غير معقّدة حول: هل غيّر أو بدّل بولس إنجيل يسوع؟

التساؤل في الإيمان سرّ إستمراريّته

يواجه إيماننا المسيحيّ ، في كثير من الأحيان ، هزّات ومطبّات قويّة تجعله مضعضعًا ؛ وتجعل صاحبه كسولا متقلقلا بين الإيمان والشكّ ، بسبب عواصف العالم المعاصر المتضاربة التي تعيقُ مواصلة مسيرة إيمانه . لربّما ، في قرارة نفسه يقول : أنا مؤمن جدّا بالربّ يسوع وبتعاليم الكتاب المقدّس ، والروح القدس يغمرُ حياتي ، وأصلّي دائمًا في البيت وفي الكنيسة ، وأحضر أخويّات وإجتماعات شبيبة وأسمعُ من الآخرين الخبرات …. الخ

تقولون إنّ يسوع هو الله ، لكنّ الإنجيل يقول : “أمّا ذلك اليوم وتلك الساعة ، فلا يعرفها أحدٌ ، لا ملائكة السماوات ولا الإبن إلا الآب وحده ". كيف يكون الله وهو يجهل شيئًا؟

    يا صديقي المعترض العزيز .. القضية ليست أبدًا : تناقض وتحريف وكذب ! ، بل إنّ هناكَ أمرًا يجبُ أن تعرفهُ أوّلا : وهو أنّ الله لا يلعبُ معنا ، وهو أيضا ، لا يكذبُ علينا عندما ” تجسّد وصارَ إنسانا ” ، وهذا موضوعٌ آخر . فالله لا يمكنُ أن يكونَ إنسانا ويبقى في مقام الألوهيّة الساطعة ، والمعرفة الكليّة الكاملة على الارض ، فهذا مناف ٍ للإنسانيّة الحقيقيّة ( سرّ التخلّي والبذل ) .. فصارَ إنسانا بكلّ ما تحملُ الكلمة من معنىً : يولد ، يأكل ، يجوع ، يتعب ، يتألم ، ويموت … إنه إنسان إلى الجذر (إن أردنا القول) . فلا مشكلة للألوهيّة في تمامها ، ولا مشكلة في الإنسانيّة في تمامها ؛ لا بل إنّ الإنسانيّة تكتملُ بالإلوهيّة بأبهى صورة .

لم تلدْ الأفعى إلّا الأفاعي ..ولم يلدُ الله الآب إلّا الإبن الحقّ

كلّنا يعلمُ، الفرقَ بينَ الإنسان والحيوان، وغريبٌ أعدادٌ كبيرةٌ لا تُدرك هذا الفرقَ ، ليس إدراكًا نظريّا، فهذا الأخير معروفٌ لدى الناس منذ القدم.. ولكن، نحنُ في صدد الكلام عن التطبيق العمليّ الفعليّ الواقعي المعاش . نظريّا ، الحيوان هو الغريزة دون الفكر والعقل والحريّة، عكس الإنسان الذي هو فكرا وعقلا ووعيا وحريّة .. لكنْ، من الناحية العمليّة، أين هو هذا الوجهُ الحَسن للإنسان الواعي العاقل العابر خطّ ومستوى العصر الحجريّ…! أينَ يمكننا أن نراهُ ، واقعيّا، في صراعات وظلمات عالمنا المكسور المظلم، والملطّخ بالدماء ، وببشاعة القتل والتخريبْ، والدمار، والتهميش، والظلم ، والأرهاب القاتل اللامبرّر ..! أين صورة هذا الإنسان – المكتمل الواعي والحر العابر حدودَ الحجرْ إلى اللحمْ والدمْ والحبّ .. يتساءل العديدونَ ، لماذا الإنسان أعنفُ وأقبحُ من الحيوان..!

ما معنى " فقراء الروح " في التطويبة الآولى من العظة على الجبل .. متى 5 : 3 ؟

الطوبى !  هي في الكتاب المقدّس ، تلك الصرخة التي تهنّئ الذي ، بعد أن يكون قد جعل عطايا الله تُثمر ، يختبر للحال نوعًا من السعادة ؛ وهو ، إذا ظلّ أمينـــًا على الطريقة التي اختارها ، سيُعلن بارّا ابان الدينونة الإلهيّة .