Avatar

1

Articles par عدي توما

هل ولادة المسيح مثل ولادة كريشنا؟

كان كريشنا ابنا لامرأة متزوّجة وليست عذراء وهي الأميرة ديفاكاي (Devaki) من زوجها الأمير فاسوديفا (Vasudeva)، إذا فهو ابن ديفاكاي وفاسوديفا من زواج رسميّ وقد أنجب الزوجين ثمانية أبناء وكان كريشنا هو الابن الثامن، فكيف يكون هو الابن الثامن وأمّه أنجبت سبعة قبله ويزعمون أنها عذراء ؟! ردّا على من زعم أنّ ولادة المسيح هي كولادة كرشنا (وبإنّ المسيحيّة كلّها مقتبسة من الأساطير الوثنيّة )وقالوا أيضا المعترضين والمشكّكين :  أنّ كريشنا ولد يوم 25 ديسمبر مثله مثل المسيح. وهذا مجرّد تلفيق لا أساس له ولا معنى  أولا ، لأنّ كريشنا ولد تبعا للحسابات الفلكيّة الهندوسيّة ، إما في يوم الثامن عشر أو الحادي والعشرين من يوليو تموز من العام 3228 سنة قبل الميلاد . ويتمّ الاحتفال يعيد ميلاد كريشنا في شهر أغسطس من كل عام حيث يسمى هذا اليوم (Krishna Janmaashtami). كما أنّ المسيح لم يولد يوم 25 ديسمبر ، وأن كان العالم الغربي يحتفل بميلاده في هذا اليوم ؛ ولكن في روسيا يحتفلون به يوم ستة يناير ، وفي مصر يوم سبعة يناير المواكب ليوم 29 كيهك من السنة القبطيّة. ____يقول الكاردينال جوزيف راتسنجر في كتابه الشهير ” مدخلٌ إلى الإيمان المسيحيّ ” :   إنّ مولد يسوع من العذراء على النحو الذي سردته الأناجيل قد أزعجَ دومًا العقلانيّين على إختلاف مشاربهم ، فحاولوا الإنتقاص من شهادة العهد الجديد متسلّحين بالتمييز بين أساليب أدبيّة مختلفة ، وكذلك قَصْره على ما هو رمزيّ مدّعين فقدان ذهنيّة تاريخيّة علميّة عند الأقدمين . وعمدوا إلى إدراج هذه الشهادة في إطار تاريخ الديانات وجعلها خرافة ً من الخرافات وأسطورة من الأساطير. ويضيفُ :  إنّ أسطورة ولادة عجيبة لطفل مخلّص منتشرة ، في الواقع ، إنتشارًا واسعًا جدّال . فهي تعبّر عن حنين لدى البشريّة : حنين إلى النضارة والطهارة المتمثّلتين بالعذراء البكر ، حنين إلى وجود أموميّ حقيقيّ مطمئن راشد مفعم بالطيبة ؛ إنها تعبّر أخيرًا عن الرجاء الذي يُبعَث كلّما وُلد بشريّ ، الرجاء والفرح اللذين يمثّلهما طفلٌ . ومن الواضح جدّا – يقول راتسنجر – في الوقت نفسه، أنّ تأصّلَ قصص العهد الجديد المباشَر المتعلّقة بمولد يسوع من العذراء مريم، نلقاهُ لا في ميدان تاريخ الديانات بل في صميم العهد العتيق . أمّا القصص من هذا النوع الخارجة عن نطاق الكتاب المقدّس ، فهي تتميّز بوضوح كبير من تاريخ مولد يسوع بمفرداتها ومصطلحاتها . ويكمنُ الفرق الأساسيّ في أنّ الإله ، في القصص الوثنيّة ،  يظهر دائمًا وتقريبًا كـ ” قدرة مُخصِبَة ومُنجِبة ” أي على وجه جنسيّ بدرجات ؛ فهو ” أبُ ” الطفل المخلّص بالمعنى الطبيعيّ . ولا شيء من هذا ، كما رأينا ، في العهد الجديد . ” الَحبَل بيسوع خلقٌ جديد لا إنجابٌ من الله ، ولن يصبحَ الله أبًا ليسوع بالمعنى الأحيائيّ ” ، فلا العهد الجديد ولا اللاهوت المسيحيّ وجَدا في قِصّة الحَبَل بيسوع أساسًا لألوهيّة يسوع الحقيقيّة و ” بنوّته الإلهيّة ” . ذلك أنّ بنوّة يسوع، لا تعني أنّ يسوع نصفَ إله ونصف إنسان . 

لماذا أقام المسيح على الأرض 40 يومًا بعد القيامة؟

لماذا أقامَ المسيحُ في الأرض هذه الإقامة السريّة بعدَ أن قامَ إلى الحياة الأبديّة ؟ لماذا ظهرَ للناس ولم يصعد لتوّه إلى السماء ؟ وماذا تمّ في أثناء هذا الوقت ما بين الوجود في التاريخ (وجودٌ ممجّد – وجود القائم ) ، وبين الصعود للسماء (التي هي باطنيّة قدس الله ) .. وماذا كان لتلك الأيام من طابع ٍ يطبعها ؟

فلسفة الوجه وتجلّي يسوع على جبل طابور … ما معنى طابور ؟ وما وجه المقارنة بين الوجه وفلسفته وبين التجلّي ، وما العلاقة بــ " الطابور " ؟

الحضارات الآشوريّة والبابليّة ، يرسمونَ الوجه دائمًا  “بروفايل” ، من جانب واحد . إذن الإنسان لديه ” جانبين – بروفايلين ” ؛ ويرسمون المَلكْ دائمًا  وجهه بروفايل ( جانب واحد ) . البروفايل هو ” الإتّجاه ” ، حيث يضع وجهه، نحو المستقبل  ، السهم الذي يشكّله الأنف نحو المستقبل .. !  .  وكانوا يرسمون الملك وأمامهُ ” أبيه ” ، وأمامَ أبيه يرسمونَ ” جدّه ” . إذن المستقبل هو خلفنا، والماضي هو أمامنا : هذا الفكر الآشوريّ والبابليّ . كيف ؟

قيامة المسيح .. كشفٌ لوجه الله

نحسُب أنفسنا ، في لقائنا مع الله ، بإنّنا وصلنا إلى الذروة في معرفة وجهه وحقيقته ؛ لكنّنا لازلنا في بداية الطريق . لا بل ، نحنُ في نقطة صغيرة جدّا من معرفتنا بحقيقة وجهه الأبديّ . ونستطيعُ أن نقول : إننا إلى الآن ، وفي هذه اللحظة ، لحظة اللقاء ؛ في العتبة . فالله دائمًا يسبقنا إلى الأمام ، وليس هو خلفنا أبدًا . وهذا ما نراهُ في روايات القيامة  في الاناجيل ، تقول لنا هذه الأناجيل : إنّ يسوع القائم يسبقنا سيسبقُ التلاميذ إلى ” الجليل ” ، إلى حيث “البداية” ، البدء .