أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!
شكرًا على دعوتكم إلى طعام الفطور! جميل أن نبدأ اليوم بين الأصدقاء، وهذا هو الجوّ الذي يسود هنا في رعيّة القدّيس Gilles.
أشكر ماري-فرانسواز، وسيمون، وفرنسيس على ما قالوه، وأنا سعيد أن أرى كيف أنّ المحبّة هنا تغذّي باستمرار الشّركة والوَحدة والإبداع لدى الجميع: وفكّرتم أيضًا في ”La Biche de saint Gilles“، وأتخيّل أنّها بيرة طيِّبة جدًّا!
كما قالت ماري-فرانسواز، ”الرّحمة تشير إلى الطّريق نحو الرّجاء“، وإن نظرنا بعضنا إلى بعض بمحبّة ساعد ذلك الجميع – الجميع! – ليتوجّهوا نحو المستقبل بثقة ويبدأوا مسيرتهم كلّ يوم. هذه هي المحبّة: إنّها نار تدفئ القلوب، ولا يوجد امرأة أو رجل على وجه الأرض لا يحتاج إلى دفئها.
هذا صحيح، المشاكل التي يجب أن نواجهها ليست قليلة، كما قال لنا سيمون، وأحيانًا نصطدم مع الرّفض وسوء الفهم، كما روى لنا فرنسيس، ولكن الفرح والقوّة اللذان يأتيان من المحبّة المتبادلة هما أكبر من أيّ صعوبة، وكلّما انخرطنا في ديناميكيّات التّضامن والرّعاية المتبادلة، ندرك أنّنا نتلقّى أكثر بكثير ممّا نعطي (راجع لوقا 6، 38؛ أعمال الرّسل 20، 35).
في نهاية لقائنا، سيكون هناك تقدمة للرّعية: وهو تمثال للقدّيس لاورنسيوس، الشّماس والشّهيد من القرون الأولى، الذي اشتهر بأنّه قدَّم لمُتَّهميه الذين أرادوا منه كنوز الكنيسة، أضعف الأعضاء في الجماعة المسيحيّة التي كان ينتمي إليها، وهي جماعة روما: وهم الفقراء والمحتاجون.
لم يكن ذلك مجرّد كلام، ولم يكن حتّى استفزازًا بسيطًا. بل كانت ولا تزال الحقيقة الصّافية: ثروة الكنيسة وأكبر غناها هو في أضعف أعضائها، وإن أردنا حقًّا أن نعرف ونُظهر جمالها، سيكون حسنًا لنا أن نعطي أنفسنا كلّنا بعضنا لبعض بهذه الطّريقة، في صغرنا، وفي فقرنا، ودون ادعاءات، وبمحبّة كثيرة. علَّمنا ذلك أوّلًا الرّبّ يسوع، الذي صار فقيرًا ليغنينا بفقره (راجع 2 قورنتس 8، 9).
أيّها الأصدقاء الأعزّاء، شكرًا على استقبالي بينكم، وشكرًا على المسيرة التي تسيرونها معًا. وشكرًا على طعام الفطور. أبارككم جميعًا وأصلِّي من أجلكم. وأوصيكم، أن تصلُّوا أيضًا من أجلي. شكرًا.
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024
Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana