Notre-Dame de Pompéi @ wikimedia commons - Farragutful

بومبي مدينة الرجاء والصلاة والرحمة

أمين سرّ حاضرة الفاتيكان في بومبي

Share this Entry

ترجمة ألين كنعان إيليّا

يعيش مزار مريم العذراء في بومبي هذه الأيام “يوبيلًا داخل يوبيل”، كما أكّد الكاردينال بيترو بارولين، أمين سرّ حاضرة الفاتيكان، عندما ترأّس القداس الإحتفاليّ يوم الخميس 13 تشرين الثاني، لمناسبة مرور 150 عامًا على وصول أيقونة سيّدة الوردية. وللمناسبة، تمّ إحياء ذكرى إعلان قداسة الطوباوي بارتولو لونغو الذي رُفع على مذابح القداسة في 19 تشرين الأول الماضي، خلال هذه السنة المقدسة المتميّزة بيوبيل الرجاء بحسب ما ورد على موقع أخبار الفاتيكان.

قرب البابا

شارك في الاحتفال الأسقف تومازو كابوتو، أسقف بومبي بالإضافة إلى عدد كبير من الأساقفة والكهنة والسلطات المدنية والعسكرية، وجمهور غفير من المؤمنين والحجاج من مختلف مناطق إيطاليا بعد القيام بوقفة صلاة على ضريح القديس بارتولو لونغو.

حنان مريم وعنايتها

أوضح الكاردينال بارولين أنّ مزار العذراء الكلية الطوبى، سيّدة الوردية، هو “بيت صلاة ورجاء لكثيرين”، ومكان يشعر فيه المؤمن بأنه محاط بالعطف نفسه الذي أظهرته مريم في بيت أليصابات: حضور صامت ومُحبّ ومفعم بالإيمان. وأشار إلى أنّ حياتنا اليوم تسير بوتيرة مسرعة، وأنّ كل شيء يُقاس بمنطق المنفعة والفعالية والنتائج. وعلى الرغم من أنّ هذا الجانب له إيجابياته، إلا أنّ الوجه الآخر لهذه الوتيرة هو تشتّت القلب، وإهمال حاجات الناس ومعاناتهم، بحيث تتحول هذه السرعة المفرطة إلى هروب من الذات. وأضاف: “نركض كي لا نفكّر، وكي لا نسأل أنفسنا عن معنى الحياة الحقيقي. فالمجتمع الذي هو في عجل دائم يتجاوز بسهولة الأسئلة الكبرى حول مصير الإنسان”.

“اندفاع الروح” ليس نشاطًا مفرطًا

أشار بارولين إلى أنّ إسراع العذراء مريم في ذهابها إلى بيت أليصابات لم تكن حركة جسدية فحسب، بل اندفاعًا داخليًا نابعًا من القلب والرغبة العميقة في إعلان أعمال الله العظيمة. إنه “اندفاع الروح”، حيث يشعر المؤمن بضرورة ملحّة وبـ”أولوية مطلقة” لمشاركة الآخرين فرح محبة الله ونوره. ومن هنا، دعا الكاردينال جميع المسيحيين إلى الاقتداء بهذا النوع من الاندفاع، لا بالسرعة السطحية الناتجة عن النشاط المفرط الفارغ.

مثال القديس بارتولو لونغو

لقد عاش القديس بارتولو لونغو هذا الاختبار نفسه. فبعد أزمة داخلية عميقة في بحثه عن الحقيقة والمعنى والنور، وجد في العذراء مريم الملاذ الآمن، والسلام الذي لم يستطع العالم أن يقدّمه له.
وشعر فورًا بالحاجة الملحّة إلى إظهار قرب الربّ ومحبّة الإنسان، بحيث لا شيء ضائع. ومن “اندفاع القلب” هذا، ولدت مدينة بومبي، التي أصبحت “مدينة الرجاء والصلاة والرحمة”، ومرجعًا مهمًا في زمن يتسم كثيرًا بالعنف والابتذال.

وفي الختام، أوكل الكاردينال الكنيسة جمعاء إلى حماية مريم العذراء، مرآة جمال المسيح، أمّ الرجاء والأمّ الحنونة، داعيًا إلى تلاوة صلاة الوردية.

Share this Entry

فريق زينيت

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير