الفاتيكان، 13 يونيو 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي العددين 41 و 42 من الإرشاد الرسولي "سر المحبة" لقداسة الحبر الأعظم بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة ورسالة الكنيسة

الفن في خدمة الاحتفال

 41. ينبغي على الرباط العميق القائم بين الجمال والليتورجية أن يسلط انتباهنا على التعابير الفنية الموضوعة في خدمة الاحتفال. وتشكل هندسة الكنائس عنصرًا هامًا من الفن المقدس لذا يجب أن تظهر من خلالها الوحدة بين عناصر المذبح: المذبح، والصليب، وبيت القربان، والمنصة والعرش.

ولهذا، يجب أن نذكر دومًا أن الهدف من الهندسة المقدسة هو أن يتم توفير المكان اللازم واللائق، للكنيسة التي تحتفل باسرار الإيمان، وبوجه خاص بالافخارستيا، لكي تقوم بنشاطها الليتورجي.

بالواقع، إن طبيعة الهيكل المسيحي تتميز بالارتكاز على العمل الليتورجي نفسه، الذي يعني اجتماع المؤمنين (ecclesia)، الذين هم حجارة الهيكل الحية (راجع 1 بط 2، 5).

وينطبق المبدأ نفسه على الفن المقدس بجملته، وخصوصًا على الصور والتماثيل، التي يهدف الفن الأيقوني فيها إلى التنشئة الأسرارية.

إن المعرفة المعمقة لأشكال الفن المقدس عبر العصور يمكنها أن تساعد بشكل كبير من عليه مسؤولية تفويض القيام بأعمال فنية ترتبط بالليتورجية إلى المهندسين والفنانين.

ولهذا لا بد أن تتضمن تهيئة الإكليريكيين والكهنة، كمادة هامة، تاريخ الفن والتركيز بشكل خاص على أبنية العبادة على ضوء القواعد الليتورجية. وأخيرًا، لا بد من التمتع بذوق الجمال في كل ما يتعلق بالافخارستيا.

ينبغي الاحترام والعناية أيضًا بالستارات والأثاث، والآنية المقدسة، لكي ما تكون متناسقة في ما بينها، لتولد الدهشة أمام السر الإلهي، وتبين وحدة الإيمان وتوطد التقوى.

 

الغناء الليتورجي

 
42. يحتل الغناء الليتورجي موقعًا مرموقًا في فن الاحتفال. بحق يقول القديس أغسطينوس في عظة شهيرة: "الإنسان الجديد يعرف ما هو النشيد الجديد. الغناء هو تعبير عن الفرح، وإذا ما فكرنا مليًا بالإمر ، فهو أيضًا تعبير عن الحب".

إن شعب الله المجتمع للاحتفال، يغني تسابيح الله. والكنيسة، عبر تاريخها الذي يمتد طوال ألفي سنة، قد ألفت موسيقى وألحان هي بمثابة إرث إيمان ومحبة لا يجب أن يضيع. بالحقيقة، لا يمكننا أن نقول أن نشيدًا يساوي آخر في الليتورجية.

في هذا الإطار، ينبغي تحاشي الارتجال الاعتباطي وإدخال أنواع موسيقية لا تحترم معنى الليتورجية.

على الغناء، كعنصر ليتورجي، أن يندمج في الهيكلية الخاصة بالاحتفال. وبالتالي، ينبغي على كل عناصره – النص، واللحن، والأداء – أن تتناسب مع معنى السر الذي يُحتفل به، مع أقسام الطقس ومع الزمن الليتورجي.

وأخيرًا، مع حفظ الاعتبار للعادات المنوعة والتقاليد المختلفة التي تستحق الاحترام، أعبر عن رغبتي، أسوة لآباء السينودس، أن يتم تقدير الغناء الغريغوري بشكل خاص، لأنه الغناء الخاص بالكنيسة الرومانية.

بندكتس السادس عشر: "دعوة كل منا هي أن يكون، مع يسوع، خبزًا يكسر لأجل حياة العالم"

روما، 7 يونيو 2007 (ZENIT.org). –  لفت البابا بندكتس السادس عشر في تعليقه على إنجيل لوقا الذي يتحدث عن أعجوبة تكثير الخبز (راجع لو 9، 11ب  – 17)، والذي يحمل رمزية إفخارستية، إلى العبارة التي يختم بها لوقا هذا المقطع: : “وقد أكلوا جميعهم وشبعوا”.